الأدوية النباتية يمكن أن تسبب السرطان

هناك رأيٌ مفاده أن الأدوية العشبية أكثر أمانًا للجسم من الأدوية الكيميائية، إلا أن باحثين أمريكيين دحضوا هذا الرأي. ورأوا أن هذه الأدوية أشد ضررًا على الصحة من الأدوية الكيميائية، وقد تُسبب أمراضًا خطيرة وطفرات جينية.

وصف العلماء نتائج بحثهم في مقال نُشر في إحدى المجلات العلمية. وأعلن الباحثون أن الأدوية العشبية ضارة بصحة الإنسان، ودعا مؤلفو المشروع زملاءهم إلى إجراء أبحاث عالمية في هذا المجال لتحديد مستوى سمية هذه الأدوية وفعاليتها.

على سبيل المثال، استشهد العلماء بنبات أريستولوشيا (Aristolochia)، حيث أظهرت إحدى الدراسات التي أجريت عليه أنه يحتوي على مستويات عالية من المواد المسرطنة (ومن الجدير بالذكر أن نبات أريستولوشيا قد استخدم في الطب منذ عدة آلاف من السنين).

لاحظ العلماء في أبحاثهم أيضًا أن حوالي 5% من سكان كوكبنا لديهم استعداد وراثي للتأثيرات السامة للمواد التي تتكون في الجسم عند تناول عشبة الأريستولوشيا. يؤدي هذا التفاعل إلى طفرات مختلفة في الحمض النووي، وقد تتدهور الخلايا السليمة إلى خلايا غير نمطية. قد يؤدي تناول عشبة الأريستولوشيا إلى خلل حاد في وظائف الكلى، والتهابات، وأمراض أورام في الجهاز البولي. بالإضافة إلى ذلك، أكدت التجارب العلاقة بين تناول المستحضرات العشبية وسرطان الكبد.

يُمارس العلاج بالأعشاب على نطاق واسع في الدول الآسيوية والأفريقية، وتُلاحظ في هذه المناطق حالات متكررة من ردود الفعل السلبية بعد تناول الأدوية العشبية. ووفقًا لدونالد ماركوس، أستاذ الطب والمناعة، فإن معظم هذه الأدوية قد تُسبب أمراضًا خطيرة، لكن هذا لا يعني التخلي عنها تمامًا. يهدف مؤلفو مشروع البحث الجديد إلى لفت انتباه ممثلي منظمة الصحة العالمية إلى ضرورة إجراء المزيد من الدراسات المتعمقة في هذا المجال، لتحديد الآثار السامة المحتملة للأدوية العشبية.

وفي دراسة أخرى، وجد الباحثون أن أدوية البرد قد تشكل مخاطر صحية على الأطفال، وخاصة الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية والتي يشتريها الآباء في كثير من الأحيان بسبب الإعلانات.

توصل الباحثون إلى هذه الاستنتاجات بعد استطلاع رأي أكثر من 3000 أب وأم وأطفالهم دون سن السادسة. انصبّ اهتمام العلماء بشكل رئيسي على الأدوية التي أُعطيت للأطفال لعلاج نزلات البرد والسعال بين عامي 2008 و2011، ومدى تكرار إعطاء الآباء هذه الأدوية لأطفالهم. ساعد الاستطلاع في تحديد حوالي 300 اسم لأدوية مركبة كانت الأكثر شيوعًا بين الآباء. كما وجد العلماء أن أكثر من 15% من الأطفال يتناولون أدوية لم يصفها طبيب أطفال، ولا يدرك الآباء حتى أن هذا العلاج قد يُهدد حياة الطفل، فيستمرون في الاعتماد على الإعلانات التجارية بدلًا من طلب المساعدة الطبية.

[ 1 ]، [ 2 ]، [ 3 ]