شباب مكسيكيون يصنعون أثاثاً مريحاً رخيص الثمن من إطارات السيارات القديمة

حتى بداية القرن العشرين، عندما كانت الخيول تُستخدم بشكل رئيسي للنقل، كانت الشوارع المركزية في المدن الكبرى مغطاة بطبقة سميكة من روث الخيول. ومع اختفاء الخيول من الطرق، لم تتراجع المشاكل، وأصبحت السيارات التي حلت محل الخيول منتشرة على نطاق واسع لدرجة أنها تُلوث البيئة بشكل كبير.

تطلق السيارات مواد ضارة في الغلاف الجوي، وتشكل مصدرًا قويًا للضوضاء، وتملأ إطارات السيارات القديمة مكبات النفايات حرفيًا.

قرر شباب مكسيكيون، مدفوعون بقلق بالغ إزاء الوضع البيئي، مكافحة الملوثات بطريقتهم الخاصة. بدأت مجموعة من الطلاب باستخدام الإطارات المستعملة لصنع أثاث مريح منها بأسعار معقولة.

في عدد من البلدان، يتم إعادة تدوير إطارات السيارات القديمة وتصبح مواد خام ذات قيمة، ولكن في المكسيك لا توجد صناعة تقريبًا لإعادة تدوير الإطارات القديمة، وتتخلص البلاد سنويًا من حوالي 40 مليون إطار.

قال إدواردو ريفيرا ألفارادو، قائد المشروع الجديد، الذي جمع كل المهتمين بالمشكلة، إن الإطارات القديمة تُشكل خطرًا حقيقيًا. أولًا، بسبب تراكم مياه الأمطار فيها، تُصبح بيئة خصبة للبعوض والحشرات الأخرى الناقلة للعدوى. إضافةً إلى ذلك، يُؤدي الدخان الناتج عن حرق الإطارات إلى زيادة مستويات غازات الاحتباس الحراري، وهو ضارٌّ للغاية بصحة الإنسان.

بدأ إدواردو ريفيرا وزملاؤه باستخدام إطارات السيارات القديمة كمواد خام لإنتاج الأثاث. بالإضافة إلى الإطارات، يستخدم الطلاب مواد أخرى، وخاصة الخشب، إذ لا يقتصر عمل الشباب على التخلص من النفايات فحسب، بل يُبدعون أيضًا منتجًا مريحًا يُلبي احتياجات المشترين تمامًا.

كما أشار ريفيرا، يهدف المشروع البيئي إلى جذب الزبائن الدائمين. ويرى الشباب المكسيكيون أن المشروع سيساهم في تحسين البيئة بشكل ملحوظ.

على مقربة من بوكا ديل ريو، عاصمة المكسيك، يمارس لويس غونزاليس ريفاس، صاحب شركة إطارات سيارات، أسلوبًا مشابهًا لإعادة تدوير إطارات السيارات القديمة. ينخرط رجل الأعمال هذا بشكل مباشر في تجارة السلع الملوثة للبيئة، ويؤكد أن الربح ليس هدفه، بل يسعى إلى لفت انتباه الناس إلى القضايا البيئية وإعادة التدوير. في البداية، اقتصرت فكرة صناعة الأثاث على تزويد عملاء الشركة بالكراسي والكراسي بذراعين، لكن النماذج الأولى لم تكن جذابة. بعد فترة، بدأ غونزاليس في صنع إكسسوارات متنوعة للكراسي، بالإضافة إلى أواني الزهور ومنتجات أخرى. استخدم في عمله البلاستيك والطلاء والأحزمة والفينيل وغيرها من الأدوات المتاحة.

بحسب رجل الأعمال، يتراوح سعر الكرسي المصنوع من إطار قديم بين 400 و500 بيزو، أي ما يقارب ضعف سعر الكرسي البلاستيكي العادي. ومع ذلك، لا ينوي لويس غونزاليس التوقف عن هوايته.