العلماء: يشير التماثل في الوجه إلى أنانية الشخص، بينما يشير عدم التماثل إلى طفولة صعبة

كما تظهر الورقتان اللتان تصفان العلاقات الفردية مدى تعقيد موضوع البشر بالنسبة للبحث العلمي.

تشكل الدراسات الحديثة وغير ذات الصلة لأسباب وعواقب التماثل/عدم التماثل في الوجوه البشرية ثنائيًا غريبًا، يظهر... على الأرجح، التعقيد الشديد للإنسان - الكائن البيولوجي والاجتماعي - كموضوع للدراسة.

وبحسب الدراسة التي أجراها سانتياغو سانشيز بيريز، الذي يعمل في جامعتي برشلونة وإدنبرة، وإنريكي توريجانو، الذي يمثل الجامعة المستقلة في مدريد، فإن تناسق الوجه البشري، الذي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بجماله، يرتبط بسمة إنسانية مثل الأنانية.

وضع العلماء مجموعة من المشاركين في تجربتهم أمام "معضلة السجين". اختار كل مشارك في زوج من السجناء المشروطين، ممن انقطع تواصلهم، بين قرار إيثاري وقرار أناني. ووفقًا للشروط، فاز من فضّل القرار الأناني، معتمدًا على أن "شريكه" سيختار القرار الإيثاري. ثم ربط الباحثون نتائج الإجابات بتناسق وجوه المشاركين؛ وتبيّن أن الأشخاص ذوي الوجوه المتناسقة (أي الجميلة) أكثر أنانية في سلوكهم.

ويعزو سانشيز بيريز وتوريجانو النمط الذي اكتشفوه إلى عوامل بيولوجية: فقد وجدت دراسات أخرى استشهدوا بها أن الأشخاص ذوي الوجوه المتماثلة لديهم عدد أقل من الأمراض الخلقية مقارنة بالفرد البشري العادي، وبالتالي (وبسبب جاذبيتهم) فإنهم أكثر استقلالية ويحتاجون إلى الآخرين أقل مما يحتاجهم الآخرون.

دراسة أخرى، أُجريت في جامعة إدنبرة، بقيادة البروفيسور إيان ديري، تربط بين عدم تناسق الوجه وصعوبة الطفولة. فحص العلماء 15 منطقة في صور 292 مشاركًا في دراسة رصد طويلة الأمد لمجموعة مواليد لوثيان عام 1921، التُقطت في سن 83 عامًا، وخلصوا إلى أن الفقر والعوامل المرتبطة به (مثل الاكتظاظ السكاني، ودورات المياه الخارجية، ودخان السجائر، وسوء التغذية، والمرض) تترك أثرًا لا يُمحى على الوجه. حتى لو أصبح الشخص ثريًا لاحقًا (مثل الشيف التلفزيوني غوردون رامزي والفنانة تريسي إمين، اللذين ذكرهما الباحثون)، فإن عدم التناسق لا يختفي.

كلتا الورقتين مدعومتان بالمراجع وأبحاث المؤلفين الخاصة؛ وبالطبع، من المغري افتراض (بما أن الحالة الأولى تربط بين تناسق الوجه وعواقبه، والثانية - انعدام التناسق وأسبابه) أن الأشخاص ذوي الوجوه المتناسقة أكثر أنانية، لأنهم ينتمون إلى الطبقات الاجتماعية "العليا" (التي يُظهر ممثلوها، وفقًا لدراسة أخرى، ميلًا أقل للتعاون مع الآخرين). ومع ذلك، تُظهر ملاحظاتنا ("CL") لخمسة أجيال من عائلة واحدة أن عدم تناسق واضح في الوجه (أو بتعبير أدق، أجنحة الأنف) قد يكون وراثيًا، وليس سمة مشروطة بالنمو الفردي. يبدو أن حتمية كل فرد بشري، بفعل عوامل بيولوجية واجتماعية، عامة وفردية، تُحدد درجة من التعقيد لا يمكن وصفها بالارتباطات الخطية.

سيتم عرض نتائج البحث (1) في اجتماع الحائزين على جائزة نوبل في لينداو و(2) نشرها في مجلة الاقتصاد والأحياء البشرية.

[ 1 ]