العلاج المناعي قبل الجراحة يحسن النتائج في سرطان القولون والمستقيم

في عام ٢٠٢٠، شُخِّص أكثر من ١.٩ مليون شخص حول العالم بسرطان القولون والمستقيم. ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى ٣.٢ مليون حالة بحلول عام ٢٠٤٠.

يعاني بعض المرضى المصابين بسرطان القولون والمستقيم من أورام تعاني من نقص إصلاح عدم التطابق (dMMR) وعدم استقرار الميكروساتلايت المرتفع (MSI-H).

الجوانب الرئيسية وخلفية الدراسة

إصلاح عدم التطابق (MMR) عملية طبيعية تحدث في خلايا الجسم لتصحيح الأخطاء أثناء تضاعف الحمض النووي. يمكن أن تؤدي أي اضطرابات في هذه العملية إلى أورام ذات مستوى عالٍ من عدم استقرار التوابع الدقيقة (MSI-H). حوالي 15% من جميع أورام سرطان القولون والمستقيم هي أورام ذات مستوى عالٍ من عدم استقرار التوابع الدقيقة. قد يصعب علاج هذه الأورام.

أظهرت تجربة سريرية جديدة أن استخدام عقار بيمبروليزوماب، وهو علاج مناعي، قبل الجراحة بدلاً من العلاج الكيميائي قد يُحسّن نتائج مرضى سرطان القولون والمستقيم في المرحلتين الثانية والثالثة، المصابين بنقص MMR وMSI-H. عُرضت الدراسة في الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريري (ASCO) لعام 2024.

التركيز على المرحلتين الثانية والثالثة من سرطان القولون والمستقيم

شملت الدراسة 32 مريضًا مصابين بسرطان القولون والمستقيم في المرحلتين الثانية والثالثة، مع نقص MMR وMSI-H. قال كاي-كين شيو، استشاري الأورام في مستشفيات جامعة كلية لندن، الحاصل على درجة الدكتوراه، إن العلاجات التقليدية، مثل العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي، يمكن أن تطيل العمر، لكنها لا تشفي المرض عادةً، ويموت معظم المرضى في النهاية بسبب السرطان الذي يصبح مقاومًا لهذه العلاجات.

لماذا بيمبروليزوماب؟

ركزت المرحلة الثانية من تجربة NEOPRISM-CRC السريرية على دواء العلاج المناعي بيمبروليزوماب، المباع تحت الاسم التجاري كيترودا. في يونيو 2020، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على استخدام بيمبروليزوماب لعلاج مرضى سرطان القولون والمستقيم MSI-H أو dMMR غير القابل للاستئصال أو النقيلي.

النتائج الرئيسية للدراسة

أجرى شيو وفريقه ثلاث دورات من دواء بيمبروليزوماب، حيث أُعطيت جرعة من بيمبروليزوماب كل ثلاثة أسابيع قبل الجراحة، بدلاً من العلاج التقليدي المتمثل في الجراحة والعلاج الكيميائي. ووجد الباحثون أن أكثر من 50% من المشاركين الذين تلقوا بيمبروليزوماب قبل الجراحة كانوا خالين من السرطان بعد الجراحة. وهذه النسبة أعلى بكثير من الدراسات السابقة، حيث لم تتجاوز نسبة الذين تلقوا العلاج الكيميائي قبل الجراحة 4%.

الخاتمة والخطوات التالية

ومع هذه النتائج الواعدة، قال شيو إن أبحاثهم الآن لها هدفان رئيسيان:

1. تجنيد أعداد أكبر من المرضى ليصل إجماليهم إلى حوالي 70-80 لجمع بيانات كافية لتأكيد معدل البقاء على قيد الحياة لمدة ثلاث سنوات دون انتكاسة.
2. دراسة بيولوجيا أورام dMMR وآليات عمل العلاج المناعي لتحديد المرضى في المستقبل الذين سيحتاجون إلى المزيد أو أقل من العلاج المناعي لتحقيق الشفاء أو الشفاء على المدى الطويل.

الآفاق طويلة الأجل

وأشار الدكتور أنطون بيلشيك، أخصائي جراحة الأورام ومدير برنامج أمراض الجهاز الهضمي والكبد الصفراوي في معهد بروفيدنس سانت جون للسرطان في سانتا مونيكا بولاية كاليفورنيا، إلى أن الدراسة هي الأولى التي تستخدم العلاج المناعي في هذه المراحل من سرطان القولون والمستقيم قبل الجراحة.

أكد الدكتور جلين س. باركر، نائب رئيس قسم الجراحة ورئيس قسم جراحة القولون والمستقيم في المركز الطبي الجامعي هاكنساك ميريديان جيرسي شور، على ضرورة المتابعة طويلة الأمد لتقييم استمرارية الاستجابة للعلاج المناعي. كما أشار إلى أن التجارب السريرية المستقبلية ستلعب دورًا هامًا في تطوير السمات الجينية الجزيئية للمرضى وأورامهم، مما يؤدي إلى تطوير علاج أكثر دقة في المستقبل.

وتسلط هذه النتائج الضوء على إمكانية استخدام العلاج المناعي قبل الجراحة لتحسين النتائج لدى المرضى المصابين بسرطان القولون والمستقيم.