اكتشف علماء أمريكيون اكتشافًا ثوريًا لـ "السمع البديل"

كما اكتشف علماء من مختبر أبحاث الطب البحري تحت الماء في ولاية كونيتيكت، فإن الأذن البشرية تحت الماء قادرة على سماع ترددات تصل إلى 100 كيلوهرتز، وهو ما يتجاوز نطاق السمع الطبيعي. ويعود ذلك إلى الإثارة المباشرة للعظيمات السمعية بفعل اهتزازات الصوت، دون تدخل طبلة الأذن.

عادةً ما تستقبل الأذن البشرية الأصوات بترددات تتراوح بين ٢٠ هرتز و٢٠ كيلوهرتز. أي تردد أعلى من ذلك يُسمع كصرير يخف تدريجيًا، يشبه صوت البعوض؛ أما الأصوات في النطاق الأدنى فتشبه الوقوف بجانب موسيقى الباس في حفل موسيقي. ولكن في ظل ظروف معينة، يستطيع البشر سماع وتمييز الأصوات التي تتجاوز هذا النطاق.

في الحالة الطبيعية، تصل موجة صوتية تنتشر في الهواء أو الماء إلى طبلة الأذن وتُسبب اهتزازها. تتصل طبلة الأذن بنظام يتكون من ثلاث عظيمات سمعية: المطرقة، والسندان، والركاب. تُثير اهتزازات الركاب عنصرًا آخر من عناصر جهاز السمع، وهو القوقعة. يتميز هذا العضو الحلزوني الشكل ببنية معقدة نوعًا ما، وهو ممتلئ بسائل، ويحتوي على خلايا شعرية. بعد أن تلتقط الشعيرات اهتزازات السائل المنقول من الركاب، تُحوّلها إلى نبضة عصبية.

ولكن كما يزعم أحد مؤلفي الدراسة، مايكل كين، فإن هذه ليست الطريقة الوحيدة لإنشاء نبضة عصبية سمعية.

يمكن أن تصل الاهتزازات إلى شعيرات الخلايا الحساسة للقوقعة دون اهتزاز طبلة الأذن. الترددات العالية، التي تتجاوز عظام الجمجمة، تُهزّ عظيمات السمع نفسها. بعض أنواع الحيتان تسمع بهذه الطريقة. طبلة الأذن لا تواكب الترددات العالية، وهي في الهواء أضعف من أن تؤثر مباشرةً على عظيمات السمع: من المعروف أن الغواصين تحت الماء يستطيعون سماع أصوات فائقة الارتفاع تصل إلى مئة كيلوهرتز.

كآلية بديلة، يقترح الباحثون قدرة بعض الاهتزازات عالية التردد على إثارة الليمف داخل القوقعة بشكل مباشر، متجاوزة حتى العظيمات السمعية.

لا يزال كين وزملاؤه يتهربون من الإجابة على سؤال ما إذا كان لاكتشاف "السمع البديل" أي تطبيقات طبية، وما إذا كان من الممكن تحسين السمع البشري بناءً على هذه الآلية، وإنشاء "أذن خارقة". والآن، كما يقول العلماء، يسعون إلى معرفة تفاصيل هذا النقل للاهتزازات الصوتية، وتحديدًا، فهم أي من عظيمات السمع تؤدي وظائف الهوائي الرئيسي هنا.