حاسوب خارق يمكنه التنبؤ بالأحداث الاجتماعية واسعة النطاق في العالم

يمتلك الحاسوب العملاق القدرة على التنبؤ بالأحداث الكبرى على الساحة العالمية بناء على تحليل التقارير الإخبارية.

وهذا هو استنتاج دراسة أجراها كاليف ليتارو، الباحث في معهد الحوسبة في العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة إلينوي.

قام بإعداد تجربة قام فيها حاسوب عملاق بتحليل ملايين المقالات الصحفية والتقارير الأخرى، ثم أنتج تنبؤات بالتغيرات في الأجواء العامة في مختلف البلدان حول العالم.

وتوقع النظام حدوث تغييرات في الوضع في ليبيا ومصر، وسجل أيضا مؤشرات على المكان المحتمل لتواجد أسامة بن لادن.

ورغم أن النظام نجح بأثر رجعي، إلا أن العالم يعتقد أنه يمكن استخدامه بسهولة للتنبؤ بالصراعات المستقبلية.

"نوتيلوس" يعطي توقعات

تم أخذ المعلومات التي تم إدخالها إلى جهاز الكمبيوتر SGI Altix المعروف باسم "Nautilus" في جامعة تينيسي من مجموعة من المصادر، بما في ذلك تقارير خدمة مراقبة هيئة الإذاعة البريطانية (BBC).

وتم أيضًا تحليل تقارير وكالات الأنباء، بالإضافة إلى أرشيف صحيفة نيويورك تايمز الذي يعود تاريخه إلى عام 1946.

في المجموع، استخدم كاليف ليتارو أكثر من 100 مليون مقال.

وقد تم تحليلها وفقا لمعيارين: المشاعر - ما إذا كانت المقالة قد ذكرت أخبارا سيئة أو جيدة، والمكان الذي وقعت فيه الأحداث.

كانت الكلمات المفتاحية في الحالة الأولى "فظيع"، "مُقزز"، "ممتاز". أخذ تحليل الموقع، أو "الترميز الجغرافي"، في الاعتبار الإشارات إلى أسماء الأماكن، مثل القاهرة، ورسمها كإحداثيات على خريطة العالم.

كما تم إجراء تحليل لعناصر الرسالة، مما أدى إلى رسم خريطة لـ 100 تريليون علاقة منطقية.

يتمتع الحاسوب العملاق Nautilus، الذي يعتمد على 1004 معالجات أساسية من نوع Intel Nehalem، بالقدرة على تنفيذ 8.2 تريليون عملية في الثانية.

وقد أنتج رسومًا بيانية مختلفة لكل دولة من الدول التي شهدت ما يسمى بـ"الربيع العربي".

وفي كل حالة، سجل الكمبيوتر تدهوراً ملحوظاً في الأجواء العامة قبل اندلاع الاضطرابات، سواء داخل البلاد أو خارجها.

وفي حالة مصر، قبل شهر واحد من استقالة حسني مبارك، وصل السخط العام إلى مستوى لم نشهده إلا مرتين خلال الثلاثين عاماً الماضية.

وبحسب ليتارو، فإن نظامه ينتج توقعات أكثر دقة لتطور الوضع الاجتماعي من التوقعات التي أعدتها وكالات الاستخبارات الأميركية للحكومة الأميركية.

قال كاليف ليتارو: "إنّ حديث الرئيس الأمريكي الداعم لمبارك يُظهر أن حتى أعلى التحليلات أشارت إلى بقاء مبارك في السلطة. ولعلّ السبب في ذلك هو أن هذه التحليلات يُجريها خبراء أمضوا 30 عامًا في دراسة مصر، ولم يحدث شيءٌ لمبارك طوال هذه الفترة".

وقد لاحظ الكمبيوتر تغيرات مماثلة في المشاعر العامة بأثر رجعي في حالة ليبيا والصراعات في البلقان في تسعينيات القرن العشرين.

في البحث عن بن لادن

في مقالته، يقترح كاليف ليتارو أن مثل هذا التحليل لكافة المعلومات المتعلقة بأسامة بن لادن قد يوفر أدلة على مكان تواجده.

ورغم اعتقاد كثيرين بأن زعيم تنظيم القاعدة موجود في أفغانستان، فإن البيانات الجغرافية من مصادر الأخبار أشارت باستمرار إلى موقعه في شمال باكستان.

ولم يرد ذكر مدينة أبوت آباد، حيث كان بن لادن يختبئ، إلا في تقرير واحد.

ومع ذلك، فإن الترميز الجغرافي باستخدام حاسوب نوتيلوس ضيّق منطقة البحث إلى 200 كيلومتر.

ويقول الدكتور ليتارو إن نظامه يشبه إلى حد كبير من حيث المبدأ الخوارزميات الموجودة للتنبؤ بالتغيرات في أسواق الأسهم.

ويمكنه بسهولة تحليل الأحداث المستقبلية، كما أنه قادر على العمل في الوقت الحقيقي.

وأضاف العالم أن "المرحلة التالية ستكون اختبار النظام على مستوى المدينة من أجل دراسة التفاعل بين مجموعات السكان المختلفة".

[ 1 ]