الجنس في حالة انعدام الجاذبية: ممكن، ولكنه مميت.

في الوقت الحاضر، لم يعد استكشاف الفضاء يبدو أمرًا بعيدًا ومجهولًا. تمتلئ صحف الأخبار بتقارير عن احتمال وجود حياة على المريخ، ويؤكد بعض العلماء أن استعمار القمر بات وشيكًا. يهتم الكثيرون بالسياحة الفضائية، ومن أكثر الأسئلة إلحاحًا التي تهم رواد الفضاء المستقبليين: هل من الممكن ممارسة الجنس في ظل انعدام الجاذبية؟ أثار هذا الاهتمام فضول العلماء الذين درسوا هذه المسألة سابقًا، وسارعوا الآن إلى تهدئة رواد الفضاء المستقبليين قليلًا.

يدّعي علماء الأحياء أن ممارسة الجنس في ظل انعدام الجاذبية نشاطٌ مُرهِق، بل وغير صحي. إضافةً إلى ذلك، من غير المُرجَّح أن يُتاح الحمل في مثل هذه الظروف. ويُمازح العلماء بأن الفضاء الخارجي لا يُرحِّب بفكرة تكاثر سكان الأرض. أما بالنسبة للأضرار الصحية، فقد أُكِّدت هذه الحقيقة تجريبيًا، مع أن الدراسات لم تُجرَ على البشر، بل على النباتات.

أثبت الباحثون أن خلايا النباتات الحية يمكن أن تتضرر بشدة نتيجة تغيرات الجاذبية. ويكمن التأثير المدمر الرئيسي في أنبوب حبوب اللقاح (وهو اسم النتوء الأنبوبي الذي يتشكل في النباتات البذرية من "الخلايا الذكرية" أثناء تكوين حبوب اللقاح). وقد أثبت العلماء أن تدمير الخلايا يحدث تحديدًا نتيجة تغيرات حادة في الجاذبية، وبعدها لا يتمكن النتوء الأنبوبي من النمو والوظيفة بشكل طبيعي.

العمليات داخل الخلايا في ظروف انعدام الجاذبية معرضة للخطر أيضًا. على سبيل المثال، في الخلايا التي بدأت للتو في النمو، تحدث اضطرابات في نمو غشاء الخلية، مما يؤدي إلى نمو غير طبيعي للخلية النباتية بأكملها. يؤكد علماء الأحياء أن نتائج الدراسات يمكن استخدامها ليس فقط للنباتات، ولكن أيضًا للحيوانات والبشر. إن الأداء الطبيعي لكل خلية مهم ليس فقط لنمو وتطور النباتات، ولكن أيضًا لتطور جسم الإنسان. لا يُعد اضطراب تطور الآلية داخل الخلايا المشكلة الوحيدة التي قد يواجهها الشخص الذي قرر بحزم تجربة الجنس في الفضاء. فقد ثبت سابقًا أن البقاء لفترة طويلة في انعدام الجاذبية يمكن أن يؤثر سلبًا على الوظيفة الإنجابية البشرية، وكذلك على القدرة الجنسية لدى الرجال. لذا، قد يكون ممارسة الجنس مع رائد فضاء متمرس أمرًا مستحيلًا. الأشخاص الذين قضوا وقتًا طويلاً في انعدام الجاذبية معرضون لخطر الإصابة بالسرطان أو مرض الزهايمر لاحقًا.

بعد زيارة النساء للفضاء، انتشرت شائعاتٌ بأن رائدات الفضاء يمارسن الجنس في ظل انعدام الجاذبية ويسعين للحمل. سارعت إدارة ناسا، بالطبع، إلى نفي هذه الشائعات التي لا أساس لها. ومؤخرًا، عُرف أن الممثلة الإباحية المعاصرة ك. براون تنوي زيارة المدار قريبًا كسائحة فضاء. وبعد أن شاع هذا الخبر بين الصحفيين، انتشرت شائعاتٌ كثيرةٌ حول تصوير فيلمٍ إباحيّ قريبًا في الفضاء الخارجي.

[ 1 ]، [ 2 ]، [ 3 ]