بحث: لماذا يفعل المراهقون أشياء متهورة؟

هناك رأي مفاده أن السلوك المحفوف بالمخاطر لدى المراهقين ناجم عن الرغبة في الإثارة في هذه السن و"اختبارات حياة الرشد". إلا أن أبحاثًا أجراها علماء من جامعة نيويورك، وكلية الطب بجامعة ييل، وجامعة فوردهام، تُشير إلى أن هذا غير صحيح تمامًا.

يبدو أن البالغين يحاولون تجنب المواقف التي قد تتطور بشكل مختلف، أي التي تكون نتيجتها غير واضحة، لكن المراهقين لا يخافون منهم، بل ينجذبون إليهم في بعض الأحيان.

بدلاً من الرغبة في المخاطرة، كما هو شائع، فإن سلوك المخاطرة لدى المراهقين يرتكز على رغبتهم في المجهول، إلى شيء ليس لديهم فهم كافٍ له.

نُشر مقالٌ حول نتائج بحث العلماء في دورية "وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم". يُشير المقال إلى الاختلافات الرئيسية بين سلوك البالغين والمراهقين، ويتضمن أيضًا توصياتٍ تُشكّل إرشادًا للتواصل معهم.

قالت أجنيسكا تيمولا، الباحثة في مركز علوم الأعصاب وعلم النفس بجامعة نيويورك، والمؤلفة الرئيسية للدراسة: "تشير أبحاثنا إلى أن السبب الرئيسي وراء انخراط المراهقين في سلوك محفوف بالمخاطر دون القلق بشأن نتائج أفعالهم قد يكون بسبب الافتقار إلى الوعي بالتهديد الذي يشكله فعل معين".

ويفتح البحث أيضًا آفاقًا جديدة للتواصل مع الأطفال في هذه الفئة العمرية.

يقول الباحثون: "وجدنا أنه إذا كان المراهق واعيًا تمامًا لعواقب أفعاله، فإنه سيتجنب المواقف الخطرة بنفس القدر، إن لم يكن أكثر، من البالغين". ويضيفون: "إذا لم تكن لدى المراهق معلومات كافية عن مستوى التهديد، فإنه يُخاطر، لكنه مع ذلك يواصل المضي قدمًا. ويعود ذلك إلى العمليات البيولوجية للتعلم عن العالم من حوله - فالشباب منفتحون على المعرفة الجديدة ومتشوقون لتلقيها".

قام الباحثون بتجنيد مجموعة من المراهقين تتراوح أعمارهم بين 12 و 17 عامًا ومجموعة من البالغين تتراوح أعمارهم بين 30 و 35 عامًا للمشاركة في الدراسة.

شملت التجربة الأولى قيام المشاركين بسلسلة من المعاملات المالية المحفوفة بالمخاطر، حيث عرضت كل منها إما ربحًا ثابتًا بقيمة خمسة دولارات أو مخاطرة قد تؤتي ثمارها أو لا تجلب أي شيء.

من المثير للدهشة أن المراهقين يتخذون قرارات أقل خطورة بكثير من البالغين إذا كانوا يدركون جيدًا أن أفعالهم تنطوي على درجة معينة من المخاطرة. لكن الوضع يتغير إذا لم يكن لدى المراهقين أي فكرة عن عواقب أفعالهم.

في الواقع، لا يندفع المراهقون إلى مواقف محفوفة بالمخاطر. وقد تكون أفعالهم مرتبطة ببساطة بنقص المعرفة ونقص المعلومات حول قضية معينة، كما خلص الباحثون.

[ 1 ]، [ 2 ]، [ 3 ]