لا يمكن تصنيف إيذاء المراهقين لأنفسهم على أنه اضطراب عقلي

في كثير من الأحيان يؤذي المراهقون أنفسهم لمجرد أنهم سمعوا قصصًا حول مدى استمتاعهم بذلك أو شاهدوا ذلك في الأفلام.

رغم أن إيذاء النفس يُعتبر غالبًا مشكلةً نفسية، إلا أنه ليس كذلك. فوفقًا لجوناس بيورهيد وفريقه من جامعة لوند بالسويد، لا يُمكن مساواة إيذاء النفس لدى المراهقين بالمرض النفسي، حتى لو كان واعيًا ومتعمدًا.

معظم المراهقين الذين يؤذون أنفسهم يؤذون أنفسهم بجرح أنفسهم بأدوات حادة، أو تهشيم رؤوسهم بالجدران، أو تغطية أجسادهم بالكدمات. يُسلّط التقرير الضوء على أهمية إدراك الفرق بين إيذاء المراهقين لأنفسهم بسبب مشكلة نفسية، وبين كونه مجرد انعكاس لسلوك المراهقين المعتاد.

في الدراسة، أجرى الدكتور بيوريد وفريقه استطلاعًا لآراء ألف مراهق في جنوب السويد. وأظهرت النتائج أن واحدًا من كل أربعة مراهقين شملهم الاستطلاع قد أساء عمدًا إلى نفسه في مرحلة ما، لكن عددًا قليلًا جدًا منهم استمر في إيذاء نفسه بانتظام.

من المهم أن يعرف موظفو المدارس والمتخصصون في الرعاية الصحية كيفية التعامل مع الشباب الذين يؤذون أنفسهم. يجب عليهم الاستجابة لهم بشكل مناسب وعدم معاقبتهم. بالنسبة للعديد من هؤلاء الشباب، غالبًا ما يكون هذا السلوك مؤقتًا. قد يُنظر إليه على أنه تجربة أو حل لمشاكل المراهقين غير الخطيرة بطبيعتها، كما يقول الباحثون.

وتؤكد الدكتورة بيوريد أن الشباب الذين يؤذون أنفسهم معرضون للخطر، وقد يؤدي سلوكهم إلى مشاكل في الصحة العقلية في وقت لاحق.

ويقول مؤلفو الدراسة إن التحدي المهم هو فهم هذا الاتجاه وتحديد علامات المرض العقلي حتى نتمكن من اتخاذ التدابير اللازمة ومنع المرض أو تقديم المساعدة للمراهق.

ويؤكدون أن العقوبات أو التوبيخ لن يؤدي إلا إلى تفاقم سلوك الطفل؛ ومن الأفضل استشارة أخصائي يمكنه تشخيص ما يحدث بالضبط مع المراهق والأسباب التي تدفعه إلى ذلك.

[ 1 ]، [ 2 ]، [ 3 ]، [ 4 ]، [ 5 ]