اكتشف العلماء طريقة جديدة لتشخيص الجلوكوما (المياه الزرقاء)

تشير دراسة جديدة أجراها علماء إلى أن بعض التغييرات في الأوعية الدموية في شبكية العين قد تكون علامة مبكرة على أن الشخص معرض لخطر متزايد للإصابة بالجلوكوما، وهو مرض يصيب العين ويحرم الناس ببطء من رؤيتهم الطرفية.

رغم كل إنجازات الطب الحديث، لا يزال الجلوكوما من المشاكل المُلحة التي لم يُعثر على حل لها بعد. ويشعر أطباء العيون بالقلق إزاء الزيادة الكبيرة في عدد المصابين بالجلوكوما.

تشير الأبحاث التي أجراها أطباء العيون الأستراليون، دراسة عيون الجبال الزرقاء، إلى أن المرضى الذين تم تشخيص إصابتهم بأمراض الشبكية كانوا أكثر عرضة لخطر الإصابة بالجلوكوما.

وإذا تأكدت هذه النتائج، فإن هذا الاكتشاف قد يمهد الطريق لأساليب جديدة للكشف عن الجلوكوما وعلاج المرضى الأكثر ضعفاً الذين يعانون من مشاكل في الرؤية تؤدي إلى فقدان البصر بالكامل.

يُعدّ الجلوكوما مفتوح الزاوية أكثر أنواع الجلوكوما شيوعًا. ويشير الخبراء إلى أن عدد المصابين به قد ارتفع بنسبة 22% خلال السنوات العشر الماضية، مع انخفاض ملحوظ في أعمار المصابين به.

في الولايات المتحدة وحدها، يؤثر الجلوكوما مفتوح الزاوية على أكثر من 2.7 مليون شخص فوق سن الأربعين.

وقال المؤلف الرئيسي للدراسة، البروفيسور بول ميتشل، إن التضييق غير الطبيعي للأوعية الدموية في شبكية العين يعد عاملاً مهماً يمكن أن يساعد في التشخيص المبكر للمرض.

على مدار عشر سنوات، راقب العلماء 2500 متطوع. ووجدوا أن المرضى الذين كانت شرايين شبكية أعينهم ضيقة كانوا أكثر عرضة للإصابة بالجلوكوما بنحو أربعة أضعاف من أولئك الذين كانت شرايين شبكية أعينهم أوسع.

في بداية الدراسة، لم يُشخَّص أيٌّ من المشاركين بمرض الجلوكوما مفتوح الزاوية، لكن بعضهم أُصيب به خلال فترة الدراسة. وبالمقارنة مع غير المصابين بمشاكل في الرؤية، عانى هؤلاء المرضى من ارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع ضغط العين، وكان المرض يصيب النساء أكثر من الرجال.

تم تعديل نتائج الدراسة وفقًا للعمر والتاريخ العائلي للإصابة بالجلوكوما والتدخين ومرض السكري وارتفاع ضغط الدم وعوامل الخطر الأخرى ذات الصلة.

يقول الدكتور ميتشل: "تُظهر نتائجنا أن التصوير الحاسوبي المُصمم للكشف عن تضيق شرايين الشبكية يُمكنه تحديد الأشخاص الأكثر عُرضةً للإصابة بالجلوكوما مفتوحة الزاوية بفعالية. وينبغي أن يُراعي ذلك ضغط الدم، وضغط العين، وعوامل أخرى قد تُساهم في تغيرات قطر الأوعية الدموية. ويُمكّن الكشف المُبكر أطباء العيون من تحديد المرض أو مدى قابليته للإصابة به قبل حدوث تلف في العصب البصري، مما يزيد من فرص نجاح علاج الشخص لهذه المشكلة".

[ 1 ]، [ 2 ]، [ 3 ]، [ 4 ]