اكتشاف آلية بيولوجية جديدة لعلاج نقائل سرطان الثدي إلى الدماغ

تمكن باحثون في مركز علوم السرطان بجامعة أريزونا من تحديد آلية بيولوجية يمكن أن تؤدي إلى علاجات أكثر فعالية لسرطان الثدي الذي انتشر إلى المخ.

بدراسة الاختلافات الأيضية بين خلايا سرطان الثدي الأولية والخلايا المنتشرة إلى الدماغ، وجد العلماء أن الالتهام الذاتي يُنشَّط بشكل ملحوظ في نقائل الدماغ. الالتهام الذاتي هو عملية إعادة تدوير خلوية تستخدمها خلايا السرطان للبقاء على قيد الحياة في ظل ظروف مُرهِقة، مثل تلك التي تُسببها أدوية السرطان.

قالت الدكتورة جينيفر كارو، المؤلفة الرئيسية للدراسة: "إن تشخيص مرضى نقائل الدماغ الناتجة عن سرطان الثدي سيء للغاية، ولا يزال علاج هذه النقائل صعبًا. لقد تمكنا من تعطيل قدرة الخلايا السرطانية على تكوين نقائل دماغية من خلال تعطيل مسار الالتهام الذاتي".

وفي دراسة نشرت في مجلة الطب السريري والترجمي ، أظهر الباحثون أن استهداف جين رئيسي ينظم عملية الالتهام الذاتي، ATG7، أدى إلى تقليل قدرة خلايا سرطان الثدي على تكوين نقائل دماغية في نماذج الفئران بشكل كبير.

درس الباحثون إمكانية استخدام دواء هيدروكسي كلوروكين، المُعتمد من قِبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، لعلاج نقائل سرطان الثدي إلى الدماغ. يُثبِّط هيدروكسي كلوروكين عملية الالتهام الذاتي في مرحلة لاحقة من مسار المرض، والأهم من ذلك، أنه يجتاز الحاجز الدموي الدماغي بسهولة.

قام الفريق بدمج هيدروكسي كلوروكين مع لاباتينيب، المعتمد أيضًا من قِبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لعلاج سرطان الثدي. وقد أثبت هذا المزيج نجاحه في تقليل عدد وحجم نقائل سرطان الثدي الدماغية في نماذج الفئران. وهذه هي المرة الأولى التي يدرس فيها الباحثون فعالية هيدروكسي كلوروكين مع لاباتينيب لعلاج سرطان الثدي.

قال الدكتور كارو: "لقد اندهش فريقنا من مدى قدرتنا على الحدّ بشكل كبير من قدرة الخلايا السرطانية على تكوين نقائل دماغية من خلال استهداف مسار واحد فقط". وأضاف: "للأسف، تطورت الخلايا السرطانية بطرق عديدة تجعل من الصعب إيقاف نموها أو القضاء عليها. من المدهش دائمًا أن نرى كيف يُمكن لتغيير جانب واحد فقط أن يُحدث فرقًا".

وقال الدكتور ستيفان ناوروكي، المؤلف الأول للدراسة: "نظرًا لأن هيدروكسي كلوروكين ولاباتينيب معتمدان بالفعل من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، فيمكننا الانتقال بسرعة إلى التجارب السريرية لهذا المزيج للمرضى الذين يعانون من نقائل الدماغ من سرطان الثدي".

تُعدّ نقائل الدماغ أكثر أورام الجهاز العصبي المركزي شيوعًا لدى البالغين، حيث تحدث ما بين 20% و30% من الحالات لدى مرضى سرطان الثدي، وخاصةً المصابات بالمرض الثلاثي السلبي أو تضخم HER2. ويُعدّ علاج نقائل الدماغ الناتجة عن سرطان الثدي أمرًا صعبًا، حيث لا يتجاوز عمر 20% فقط من مرضى نقائل الدماغ خمس سنوات.

تفتح هذه الدراسة آفاقًا جديدة في علاج سرطان الثدي النقيلي وقد تؤدي إلى تحسين تشخيص المرضى المصابين بهذا المرض الخطير بشكل كبير.