خطوة أخرى نحو علاج فعال لفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز

لقد قرّبنا علماء جامعة غلادستون خطوةً نحو فهم إحدى أكثر آليات الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية (HIV) غموضًا، والتغلب عليها. فقد طوّروا طريقةً لتتبع دورة حياة الخلايا الفردية المصابة بفيروس نقص المناعة البشرية، المسبب لمرض الإيدز، بدقة.

أعلن الباحث ليور واينبرغر عن تطوير جهاز قادر على التعرف على مكونات الدم وحساب عدد خلايا CD4 أو الخلايا اللمفاوية التائية، التي تشير إلى نشاط فيروس نقص المناعة البشرية. سيساعد هذا الجهاز على فهم فترة خمول الفيروس بعد بدء العلاج المضاد للفيروسات القهقرية. للأسف، لا يقضي هذا النوع من العلاج على الفيروس، بل يُخيفه فقط، مما يعني صراعًا دوائيًا مدى الحياة ضد عدوه الرئيسي - الإيدز. عند إيقاف العلاج، يستيقظ الفيروس "النائم" ويبدأ بمهاجمة جهاز المناعة في الجسم.

السلاح الاستراتيجي الرئيسي ضد هذا المرض الخطير هو فهم آلية عمل الفيروس. عندها، يُمكن القضاء عليه من الجسم وبالتالي الشفاء.

يقول الدكتور واينبرغر، أستاذ الكيمياء الحيوية والفيزياء الحيوية في جامعة كارولينا بسان فرانسيسكو: "ربما يكون تأخر ظهور فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) أكبر عائق أمام القضاء على فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز". ويضيف: "حتى الآن، لم تُجدِ جميع الطرق التي استخدمها العلماء حول العالم لكشف الآليات الفيروسية نفعًا. تُتيح تقنيتنا مسارًا واضحًا لفهم كيفية تكيف فيروس نقص المناعة البشرية الكامن مع الحياة داخل الخلية الواحدة. نحن نتتبع الخلايا الفردية، والتي كانت مراقبتها صعبة للغاية في السابق".

ساعد التصوير المجهري الفاصل الزمني، الذي يجمع معلومات عن خلية واحدة، مؤخرًا في تتبع بعض أنواع العدوى الفيروسية وتحديد سبب مقاومتها للعلاج. إلا أن هذه التقنية أثبتت عدم ملاءمتها لرصد خلايا فيروس نقص المناعة البشرية، وخاصةً خلال فترة الخمول من العدوى، لأن هذه الخلايا متحركة ومراوغة، إذ تهاجم الخلايا المجاورة وتلتصق بها وتنفصل عنها.

نجح فريق من الباحثين بقيادة الدكتور واينبرجر في تطوير نظام ذكي يحد من حركة الخلايا المصابة بفيروس نقص المناعة البشرية عن طريق حصرها في أنابيب صغيرة خاصة.

يوضح براندون رازوقي، أحد مؤلفي الدراسة وطالب دكتوراه في جامعة جلادستون: "نضع الخلايا أولًا في بئر صغير حيث تستقر في القاع. يمتلئ هذا البئر بالعناصر الغذائية التي تحافظ على وظائف الخلايا".

ثم نُميل الجهاز، فتسقط الخلايا من البئر إلى الأنابيب المجهرية المتصلة به. وعندما نُعيد الجهاز إلى وضعه المستقيم، نحصل على حوالي 25 خلية محاصرة داخل كل أنبوب.

بهذه الطريقة، تبقى الخلايا في مكانها، ويتمكن العلماء من مراقبة نشاط كل خلية على حدة دون أي تدخل. يقول الدكتور واينبرغر: "هذا يعني أننا أصبحنا قادرين على تحليل دورة الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية كاملةً في خلية واحدة، وخاصةً خلال فترة الكمون".

واختتم رئيس الدراسة قائلاً: "بفضل هذه المعرفة الجديدة، نأمل في تطوير نظام علاجي قادر على اكتشاف الفيروس الكامن والقضاء عليه من جسم المريض مرة واحدة وإلى الأبد".

[ 1 ]، [ 2 ]، [ 3 ]، [ 4 ]