تم اختراع فلتر يخلص المياه من الفيروسات

ابتكر كيميائيون إسرائيليون هياكل عضوية محددة قادرة على تنقية المياه من الفيروسات بمختلف أحجامها. وقد نشرت مجلة "أبحاث المياه" هذه المعلومة.

"إن تنقية المياه من الفيروسات مهمة بالغة الأهمية، وحلها قد يُسهم في الوقت نفسه في حل مشكلة السلامة العامة. وقد لوحظت بالفعل مستويات متزايدة من عدوى الفيروسات الغدية في شبكات الصرف الصحي في بعض الولايات الأمريكية: إذ غالبًا ما تتسلل الفيروسات الغدية إلى مصادر مياه الشرب، وكذلك إلى المسطحات المائية العامة"، هذا ما علق به الدكتور موشيه هيرتزبيرج، ممثل جامعة بن غوريون (النقب).

على مدى السنوات العشر الماضية، تلقى الخبراء الكثير من الأسباب التي تدعو للقلق: تلوث المياه في المناطق المأهولة بالسكان، والنمو الهائل للصناعة - كل هذا له تأثير دراماتيكي على حالة البيئة.

وقد وضع الدكتور هيرزبيرج وموظفو الجامعة الآخرون لأنفسهم هدفًا يتمثل في القضاء على أكبر قدر ممكن من البكتيريا والفيروسات من مياه الصرف الصحي.

تجدر الإشارة إلى أن إزالة البكتيريا من الماء عملية بسيطة نسبيًا. لكن الأمر نفسه لا ينطبق على الفيروسات، التي تتغلب بسهولة على أي أنظمة ترشيح تحتوي على ميكروبات. وقد اكتشف الخبراء كيفية احتجاز الفيروسات: فقد ابتكروا مادة ترشيح خاصة تعتمد على الهيدروجيل، وهي مادة هلامية كثيفة تتكون من الماء وجزيئات عضوية شديدة الاستقطاب.

استُخدم الهيدروجيل سابقًا لتنقية السوائل من الميكروبات والجسيمات النانوية. ومع ذلك، اكتُشف أنه مع استمرار الترشيح، أصبحت مسام الغشاء مسدودة بشدة، ولم تسمح بمرور الماء جيدًا. بعد أن أجرى العلماء أبحاثهم، اتضح أن الفيروسات لا تُحتجز في هذه المرشحات بسبب تضييق المسام وانسدادها، بل بسبب تغطيتها بمواد عضوية مختلفة ذات جسيمات مشحونة. باختصار، لم تمر الفيروسات عبر المرشح بسبب تنافرها مع الجزيئات ذات الشحنة الموجبة أو السالبة.

غطى العلماء سطح المرشحات بأيونات الزويتر، وهي جسيمات عضوية فريدة تحمل شحنات موجبة للغاية وشحنات سالبة للغاية جزئيًا. نجحت التجربة الأولى: قلل مرشح الغشاء من معدل نقله بشكل طفيف، لكنه توقف عن السماح بمرور الفيروسات - الصغيرة والكبيرة - التي يصل طولها إلى 170 نانومترًا.

حسب الباحثون أن العدد الإجمالي للفيروسات في الماء انخفض بنحو مليون مرة. وهذا يسمح لنا بالقول إن الماء أصبح خاليًا تقريبًا من الكائنات الحية الدقيقة المسببة للأمراض.

وفقًا للعلماء، سيتمكن نظام الترشيح هذا من احتواء انتشار جميع أنواع العدوى السامة، بما في ذلك فيروسات نوروفيروس والفيروسات الغدية، التي تدخل الجسم بعد شرب المياه الملوثة. كما يمكن استخدام أنظمة الترشيح المحمولة المزودة بالهيدروجيل - على سبيل المثال، لتنقية المياه في ظروف العمل الميداني أو في البلدان النامية التي تفتقر إلى أنظمة إمداد مياه متكاملة ومرافق معالجة مياه.

[ 1 ]