ابتكر العلماء ذاكرة قصيرة المدى "في المختبر"

اكتشف بن ستروبريدج، أستاذ علم الأعصاب وعلم وظائف الأعضاء/الفيزياء الحيوية، وروبرت هايد، وهو طالب في السنة الرابعة في كلية الطب بجامعة كيس ويسترن ريزيرف، كيفية تحفيز الذاكرة قصيرة المدى الاصطناعية في أنسجة المخ المعزولة.

قال الدكتور ستروبريدج: "هذه هي المرة الأولى التي نكتشف فيها طريقة لتخزين المعلومات لبضع ثوانٍ مباشرةً في أنسجة المخ. يمهد هذا الاكتشاف الطريق لمزيد من البحث في النشاط الدماغي المحدد الذي يُشكّل الذاكرة قصيرة المدى".

غالبًا ما يتم تقسيم الذاكرة إلى فئتين: التصريحية (القدرة على تذكر الحقائق مثل الأسماء والأماكن والأحداث لفترة قصيرة أو طويلة) والضمنية (التي تسمح لنا باكتساب المهارات والقدرات، مثل العزف على آلة موسيقية).

في دراستهما، ركز بن ستروبريدج وروبرت هايد على الذاكرة التقريرية قصيرة المدى. وكان هدفهما فهم آلية عمل هذا النوع من الذاكرة، الذي يسمح لنا بتذكر أشياء مثل أرقام الهواتف أو عناوين البريد الإلكتروني.

وباستخدام قطع معزولة من أنسجة أدمغة القوارض، أثبت الباحثون القدرة على تكوين ذاكرة قصيرة المدى في المختبر، أي خارج الكائن الحي.

عرّض العلماء أنسجة الدماغ لأربعة محفزات مختلفة. وظهرت استجابة الدماغ للمحفز من خلال تغيرات في نشاط خلاياه. وكانت هذه التغيرات خاصة بكل محفز من المحفزات الأربعة. وتبين أن الدوائر العصبية الموجودة في مناطق صغيرة معزولة من الدماغ تُسمى الحُصين، احتفظت بذاكرة تأثير محفز معين لمدة عشر ثوانٍ. يُميز الدماغ خارج الكائن الحي بين محفزين مؤقتين، تمامًا كما يُميز الإنسان بين مقطوعتين موسيقيتين مختلفتين.

قد تكون لنتائج هذه الدراسة آثار عملية مهمة. من شأن تحليل آليات عمل الذاكرة أن يساعد على فهم كيفية تأثير الأمراض العصبية التنكسية، مثل مرض الزهايمر أو مرض باركنسون، على الذاكرة. وقد يكون إجراء المزيد من البحوث في هذا الاتجاه مفيدًا لتطوير أساليب جديدة وأكثر فعالية لعلاج اضطرابات الذاكرة المرتبطة بالشيخوخة.