هناك صلة بين الميل إلى العنف والمناخ البيئي

توصل خبراء أمريكيون إلى استنتاج صادم: قد يكون لتفشي العنف الجسدي حول العالم علاقة بمناخ البيئة. وقد أظهرت دراسات حديثة أجراها علماء أمريكيون أن التغيرات الطفيفة في درجة حرارة البيئة يمكن أن تؤثر على الحالة النفسية للإنسان. وأشار الخبراء إلى أن هذه التغيرات الطفيفة في المناخ تسببت في اندلاع أعمال عنف جماعية غير مبررة، أدت إلى هجمات إرهابية وأعمال شغب وجرائم قتل متسلسلة.

أفاد ممثلٌ عن مجموعة بحثية من جامعة كاليفورنيا بأن العلاقة بين الظروف المناخية واندلاع العنف والعدوان العالميين دُرست عن كثب خلال السنوات القليلة الماضية. وتُظهر ملاحظات العلماء إمكانية تتبع هذه العلاقة عبر جميع القارات. وعلى مدى عدة سنوات، دأب المتخصصون على دراسة بيانات إحصائية تغطي تاريخ أكثر من 60 دولة على مدى القرون الخمسة الماضية.

من بين الأمثلة الواضحة المنشورة في مجلة "ساينس" العلمية الشهيرة، يشير الخبراء إلى أنه خلال موجات الجفاف الطويلة الأخيرة في الهند، ارتفع عدد حالات العنف المنزلي المسجلة بشكل ملحوظ. أما في الولايات المتحدة، فقد تسببت التغيرات الأخيرة في أجواء التيارات الهوائية الدافئة في زيادة حالات الاغتصاب، بل وحتى القتل. كما أدت تغيرات الضغط الجوي إلى اندلاع صراعات سياسية وحكومية في الدول الآسيوية.

بالطبع، يدرك العلماء استحالة إرجاع جميع سمات الطبيعة البشرية والأحداث التي تحدث في العالم إلى تغير المناخ. ورغم بعض تعليقات المشككين، فإن رئيس الدراسة على يقين من وجود هذا الارتباط، وأن تأثير المناخ قد يكون حاسمًا. وقد أثبتت عدة دراسات أُجريت عام ٢٠١٢ أن الحرارة قد تُسبب نوبات عدوانية غير مبررة، حتى لدى الأشخاص الهادئين والمتزنين. وتتمثل مهام العلماء الإضافية في تحديد أسباب وعواقب كل حالة من الحالات المرتبطة بتغير المناخ.

التوقعات الحالية غير مُشجعة: الأمريكيون على يقين من أن ارتفاع متوسط درجة حرارة الكوكب بمقدار درجتين فقط (والذي قد يحدث قريبًا، وفقًا للعلماء)، قد يؤدي إلى زيادة في معدلات الجريمة بنسبة 15%. وسيتضاعف عدد الصراعات السياسية والحكومية نتيجةً لهذا التغير المناخي.

أفاد خبراء البيئة البريطانيون، بعد اطلاعهم على دراسات أمريكية حديثة، بأن النتائج معقولة، وأن هذا الاعتماد قائم بالفعل. وفي وقت سابق، أفاد البريطانيون بأن معدل الجرائم في لندن يرتفع بنسبة 20-25% في الطقس الحار.

رغم حجج الباحثين الدامغة، أبدى العديد من العلماء آراءً سلبيةً تجاه المعلومات المنشورة. وحسب بعضهم، لا يمكن اعتبار المعلومات المتعلقة بالعلاقة بين الجرائم والظروف المناخية صحيحةً إلا بعد تقديم أمثلة وأدلة توضيحية.