أوروبا تعاني من وباء فيروس نقص المناعة البشرية

وتدعو منظمة الصحة العالمية والمركز الأوروبي لمكافحة الأمراض البلدان إلى زيادة فعالية الوقاية والكشف والعلاج للسكان المعرضين لخطر الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية، فضلاً عن تعزيز رصد صحة اللاجئين والمهاجرين.

في العام الماضي، تم تشخيص أكثر من 140 ألف شخص بفيروس نقص المناعة البشرية، وهو ما يقول الخبراء إنه أعلى عدد من الإصابات الجديدة منذ تحديد المرض لأول مرة في عام 1980.

وبحسب مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإن ارتفاع حالات الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية مرتبط بالوضع في الجزء الشرقي، حيث تضاعف عدد حالات الإصابة الجديدة بالفيروس الخطير بأكثر من الضعف.

لا يزال الفيروس ينتشر عبر الاتصال الجنسي وبين متعاطي المخدرات عن طريق الحقن. في دول الاتحاد الأوروبي، يتصدر انتقال الفيروس بين المثليين جنسياً قائمة الإصابات. سُجِّل ثلثا الحالات الجديدة بين سكان أوروبا، بينما سُجِّلت البقية بين المهاجرين وسكان دول أخرى.

ولكن على الرغم من كل الجهود المبذولة لمكافحة انتشار فيروس نقص المناعة البشرية ، فقد شهدت البلدان الأوروبية أعلى عدد من حالات الإصابة الجديدة منذ بدء التسجيل.

وتشعر منظمة الصحة العالمية بالقلق إزاء الوضع الحالي وتدعو الدول إلى بذل كل الجهود الممكنة لوقف انتشار الفيروس نهائيا.

منذ عام ٢٠٠٤، تضاعف عدد حالات الإصابة الجديدة في المنطقة الاقتصادية الأوروبية ودول الاتحاد الأوروبي بأكثر من الضعف، بينما لوحظ عكس ذلك في دول أخرى، حيث انخفض عدد حالات الإصابة الجديدة بنسبة ٢٥٪. ولكن بشكل عام، لا يزال الوضع فيما يتعلق بانتشار فيروس نقص المناعة البشرية دون تغيير.

ويشير خبراء منظمة الصحة العالمية إلى أن الوباء مرتبط بعدم فعالية التدابير المتخذة للاستجابة له.

انخفض معدل اكتشاف حالات الإصابة الجديدة بفيروس نقص المناعة البشرية بين المهاجرين في أوروبا، وتشير بيانات جديدة إلى أن الإصابة بالفيروس تحدث بعد وصولهم إلى أوروبا. يواجه الأشخاص الذين عانوا من صراعات عسكرية أو كوارث طبيعية مشكلة جديدة، وهي الاغتراب من سكان البلد الذي استقبلهم. وهذا يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بفيروس خطير. قد يدفع موقف السكان الأوروبيين تجاه هذه الفئة من الناس إلى سلوكيات محفوفة بالمخاطر، في حين لا يتمتع اللاجئون والمهاجرون بإمكانية الوصول الكامل إلى الخدمات المتعلقة بفيروس نقص المناعة البشرية.

وفي هذا الصدد، توصي منظمة الصحة العالمية بتزويد المهاجرين واللاجئين، بغض النظر عن وضعهم القانوني، بمجموعة كاملة من الخدمات للوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية وتشخيصه وعلاجه.

الطريقة الرئيسية لانتقال فيروس نقص المناعة البشرية في دول الاتحاد الأوروبي هي المثلية الجنسية. منذ عام ٢٠٠٥، ارتفع معدل الإصابة بين الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال بمعدل هائل - بنسبة ١٢٪ خلال تسع سنوات، مع ملاحظة هذه الزيادة في جميع دول الاتحاد الأوروبي.

يتم اكتشاف ما يقرب من نصف حالات الإصابة الجديدة بفيروس نقص المناعة البشرية في مراحل متأخرة، مما يزيد من خطر التدهور الكبير في الصحة والوفاة وانتقال الفيروس.

إن معدل الإصابة بمرض الإيدز آخذ في الانخفاض، ولكن ثلثي حالات الإيدز الجديدة تم تسجيلها في نفس وقت تشخيص الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية أو بعده مباشرة، مما يشير إلى أن الأنظمة المناعية لمرضى فيروس نقص المناعة البشرية بدأت بالفعل في الفشل.

وترتفع احتمالات التشخيص المتأخر بين المهاجرين واللاجئين، لكن نصف دول الاتحاد الأوروبي لا تقدم العلاج لهذه الفئة من الأشخاص، لأن معظمهم غير مسجلين رسميا.

تشير إرشادات منظمة الصحة العالمية الجديدة إلى ضرورة العلاج المضاد للفيروسات القهقرية لجميع مرضى فيروس نقص المناعة البشرية، بغض النظر عن عدد خلايا CD4 لديهم. كما توصي بتوسيع نطاق الكشف المبكر عن المرض (بما في ذلك، مستقبلًا، إجراء فحص ذاتي للكشف عن فيروس نقص المناعة البشرية). ووفقًا للخبراء، فإن اتباع هذه التوصيات سيُحسّن نتائج العلاج ويُقلل من انتشار الفيروس والوفيات المرتبطة به.

[ 1 ]، [ 2 ]