في الولايات المتحدة، تم اقتراح علاج عدم انتظام ضربات القلب بالتجميد

الطريقة الأكثر فعالية لعلاج اضطراب نظم القلب حاليًا هي الكيّ عالي التردد للمناطق المصابة من القلب. وقد أُدخل تعديل جديد على هذه الطريقة، حيث استُبدل الكيّ بالتجميد: فهو أقل ضررًا على الأنسجة السليمة المجاورة، ويتيح علاج منطقة مصابة كبيرة الحجم نسبيًا.

يُعد الرجفان الأذيني أحد أخطر أمراض القلب. فهو ليس أكثر اضطرابات نظم القلب شيوعًا فحسب، بل هو أيضًا الأكثر مقاومة للعلاج: ففي حوالي نصف الحالات، يفشل العلاج الدوائي. وبسبب اختلال نظم القلب، قد يعاني الشخص من الدوار والضعف وصعوبة التنفس، إلا أن أخطر عواقب اضطراب نظم القلب هي تكوّن جلطات دموية ونوبة قلبية. في حال عدم اتخاذ أي إجراءات، يزداد خطر الإصابة باحتشاء عضلة القلب لدى الشخص المصاب بالرجفان الأذيني خمسة أضعاف.

هناك بديل جيد للعلاجات الدوائية لاضطراب نظم القلب، وهو الاستئصال بالقسطرة بالترددات الراديوية. يكمن جوهره في تحديد مصدر عدم استقرار نظم القلب، أو المنطقة المُسببة لاضطراب النظم، وتحييده. باستخدام قسطرة خاصة مزودة بقطب كهربائي في نهايتها، يحدد الأطباء المنطقة المُسببة لاضطراب النظم في القلب، ثم يُكوى بقطب كهربائي لاسلكي. عادةً، توجد المناطق غير الطبيعية في الأذين الأيسر، عند مدخل الوريد الرئوي.

يقدم أطباء من مستشفى جامعة نورث وسترن التذكاري (إلينوي، الولايات المتحدة الأمريكية) تقنية جديدة تستبدل المعالجة الحرارية لمنطقة القلب بتجميدها. وتظل الفكرة وراء هذه الطريقة كما هي: تحييد مصدر الاضطراب الإيقاعي، ولكن ليس باستخدام "الميكروويف"، بل باستخدام "الثلاجة". لا يكوي القطب الكهربائي منطقة القلب، بل يبردها إلى درجة حرارة منخفضة للغاية. ووفقًا للأطباء، يتميز التجميد بمزايا عديدة مقارنةً بالتسخين. أولًا، يُسبب التجميد ضررًا أقل للمناطق السليمة المجاورة من عضلة القلب والأعضاء الأخرى، والتي لا يمر الكي عليها مرور الكرام. ثانيًا، يسمح التجميد بمعالجة منطقة كبيرة دفعة واحدة، بينما قد يترك الكي فجوات غير معالجة في الأنسجة المصابة.

أثبتت هذه التقنية نجاحًا باهرًا: 70% من المرضى الذين خضعوا لـ"تجميد القلب" لم يعانوا من أي أعراض متكررة للرجفان الأذيني لمدة عام. وللمقارنة، في حالة العلاج الدوائي، بلغت نسبة المحظوظين 7% فقط. سمح العلاج بالتبريد للمنطقة المُسببة لاضطراب نظم القلب للمرضى بالعودة إلى حياتهم الجسدية والنفسية الطبيعية، وهو أمر لم يكن ليحلموا به من قبل.

[ 1 ]، [ 2 ]