محطات الطاقة الكهرومائية مسؤولة جزئياً عن الاحتباس الحراري

لقد استخدمت البشرية السدود والخزانات المائية منذ فترة طويلة لتوليد الطاقة الكهرومائية وتشغيل أنظمة الري وما إلى ذلك. ولكن، على ما يبدو، فإن هذه الأساليب لها تأثير سلبي على البيئة وقد تكون أحد أسباب الاحتباس الحراري العالمي.

لطالما اهتم العلماء بالبصمة الكربونية التي تبقى نتيجةً للنشاط التكنولوجي البشري طوال فترة التطور. بدأ البشر باستخدام الخزانات منذ أكثر من عشر سنوات، وتركز معظم الدراسات على الخزانات المستخدمة لإنتاج الطاقة الكهربائية. في واشنطن، أجرى فريق من الباحثين دراسةً فحصت الخزانات وحللتها، وقد أثارت النتائج قلق العلماء.

وكشف التحليل الجزيئي أن محطات الطاقة تنتج أكثر من 1% من تلوث الكربون في الهواء حول الخزانات، وهو رقم أعلى بعدة مرات من التقديرات السابقة.

يُعد غاز الميثان أحد الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري على كوكبنا، حيث تفوق قدرته على زيادة الاحتباس الحراري قدرة ثاني أكسيد الكربون المماثلة بنحو 90 مرة. ويعتقد العلماء أن الخزانات المائية لها هذا التأثير على الغلاف الجوي بسبب تركيبها الجيولوجي. فإذا غمرت المياه التربة الغنية بالكربون، فإنها تبدأ تلقائيًا بنفاد الأكسجين، مما يؤدي إلى ظهور كائنات دقيقة تتغذى على ثاني أكسيد الكربون. ومن نواتج نشاط هذه الكائنات الدقيقة غاز الميثان، الذي تعيش هذه الكائنات الدقيقة في المستنقعات، ولذلك عادةً ما تنبعث من هذه الأماكن رائحة كريهة، نتيجةً لتحويل البكتيريا ثاني أكسيد الكربون إلى ميثان.

وبحسب التقديرات الأولية، يتم إطلاق 25% من غاز الميثان في المسطحات المائية أكثر مما كان يعتقد في السابق، وهذه بالفعل مشكلة حقيقية، وخاصة في الآونة الأخيرة، مع بدء العمل في بناء السدود.

قالت بريدجيت ديمر، المؤلفة الرئيسية للدراسة، إن هذا الاكتشاف مُصادفةٌ وفي الوقت المناسب، إذ يستعد قادة العالم لإقرار معاهدةٍ ستُطلق سلسلةً من برامج خفض الكربون. ومن المُحتمل أن تكون هذه الخطوات مُتسرعةً وقد تُؤتي بنتائج عكسية. ولكن على أي حال، لا يُمكن إغلاق محطات الطاقة الكهرومائية في أي وقتٍ قريبٍ نظرًا لأهميتها البالغة في توليد الطاقة.

تظهر هذه الدراسة أن كل من دعاة حماية البيئة والعاملين في مجال الطاقة يواجهون تحديًا عالميًا جديدًا، وقد يتطلب حله قدرًا هائلاً من الموارد والوقت.

تجدر الإشارة إلى أنه سبق التوصل إلى استنتاجات مماثلة بشأن محطات طاقة الرياح. راقب العلماء درجة حرارة سطح الأرض بالقرب من محطات طاقة الرياح لمدة 9 سنوات، مستخدمين بيانات الأقمار الصناعية أيضًا كأساس. ونتيجة لذلك، وُجد أن درجة الحرارة بالقرب من محطات الطاقة العاملة ارتفعت بمقدار 0.7 درجة ^مئوية خلال فترة الرصد، مع حدوث ارتفاع في درجة الحرارة، لا سيما في الليل.

[ 1 ]