الإضاءة الاصطناعية في الليل ضارة بصحة الإنسان

في عالمنا الحديث، يعيش الناس في ضوء النهار على مدار الساعة تقريبًا. في الليل، يضيء وهجٌ هائل المدن الكبرى. ووفقًا للخبراء، على مدار المائة والخمسين عامًا الماضية، أصبحت ليالي المدن الكبرى أكثر سطوعًا من ذي قبل.

ناقش خبراء عالميون مشكلة التلوث الضوئي وعواقبه البيئية والفسيولوجية. وسعى الخبراء إلى تسليط الضوء على مدى خطورة وأضرار الإضاءة الاصطناعية ليلاً.

^{هذه خريطة من الإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA). يشير اللونان الأصفر والأحمر إلى المناطق التي ارتفع فيها مؤشر التلوث الضوئي بين عامي ١٩٩٢ و٢٠٠٣. ويتزامنان مع مواقع المناطق الأكثر كثافة سكانية والتجمعات الحضرية الكبيرة.}

يقول أبراهام حاييم، الأستاذ بجامعة حيفا والخبير الرائد في مجال التلوث الضوئي: "إن أهم ما يجب علينا فهمه هو مدى خطورة الإضاءة الاصطناعية على البشر والبيئة. وقد وافقت الجمعية الطبية الأمريكية مؤخرًا على برنامج جديد يُمكّن العلماء من إجراء دراسات مُفصلة حول تأثيرات الإضاءة الليلية وتحديد آثارها الضارة".

المصادر الرئيسية للإضاءة في المدن الكبرى هي إنارة الشوارع، واللوحات الإعلانية المتوهجة على مدار الساعة، والكشافات الضوئية. يتجه معظم الضوء نحو الأعلى، مشكلاً ما يشبه قبة ضوئية فوق المدينة. ويعود ذلك بشكل رئيسي إلى سوء نظام إنارة الشوارع، مما يؤدي إلى استهلاك غير رشيد للطاقة.

يتم إضافة تأثير التوهج الساطع من خلال جزيئات الغبار المنتشرة في الهواء، والتي تعكس الضوء وتنكسره وتشتته أيضًا.

يمكن أن يؤدي التلوث الضوئي إلى إعاقة الرصد الفلكي بشكل كبير وإلحاق الضرر بالنظام البيئي من خلال إهدار الطاقة وزيادة انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.

علاوة على ذلك، تُشكل الإضاءة الاصطناعية خطرًا على الوظائف الحيوية للكائنات الحية. تتأثر دورة نمو النباتات بهذا التأثير. كما تعاني العديد من الحشرات والحيوانات التي لا تنشط إلا ليلًا من هذا التأثير. وتُعتبر مصادر الثنائيات الباعثة للضوء ضارة بشكل خاص بالكائنات الليلية.

خلال المؤتمر، قدم البروفيسور حاييم نتائج إحدى دراساته التي أظهرت التأثيرات الضارة للضوء الليلي.

كانت تجارب العالم على فئران تعرضت لضوء النهار بشكل مستمر. وتبين أن الحيوانات شهدت تغيرات في الجوانب النفسية والعاطفية والسلوكية. ويربط العالم هذا الأمر بهرمون الميلاتونين، الذي يُنتج ليلاً، والذي يُثبط إنتاجه التعرض للضوء. ووفقًا للعالم، فإن الضرر الأكبر يُسببه مصابيح توفير الطاقة، التي تُثبط هذه العملية بشكل أكبر من المصابيح العادية.

نعتقد أن جسم الإنسان يتفاعل مع الضوء بطريقة مماثلة. يتعرض الشباب لأكبر قدر من "الضوء"، وهم لا يبتعدون تقريبًا عن شاشات الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة والأجهزة اللوحية - كل هذه الأجهزة تحيط بالإنسان المعاصر في كل مكان. لا يمكننا التنبؤ بتأثير الإضاءة الليلية علينا بعد عشرين عامًا، ولكن هناك افتراضات بأن هذا لا فائدة منه، كما يقول البروفيسور.

[ 1 ]، [ 2 ]، [ 3 ]