دراسة: الجينات تؤثر على فعالية الفاكهة والألياف في مكافحة السرطان

حددت دراسة حديثة نُشرت في مجلة eBioMedicine تباينات جينية قد تُغيّر العلاقة بين تناول الألياف والفواكه والخضراوات وخطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم. ونجح الباحثون في تحديد موقعين جينيين مهمين يُغيّران العلاقة بين تناول الألياف والفواكه وخطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.

يُعد سرطان القولون والمستقيم من أكثر أنواع السرطان شيوعًا في العالم، حيث سُجِّلت نحو مليوني حالة جديدة وأكثر من 900 ألف حالة وفاة عام 2020. وقد أُفيد بأن تناول كميات كبيرة من الفاكهة والخضراوات والحبوب الكاملة والألياف الغذائية يُقلِّل من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم. ورغم وجود أدلة قوية على وجود علاقة بين خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم وتناول الحبوب الكاملة والألياف الغذائية، إلا أن الأدلة على وجود علاقة بين خطر الإصابة به وتناول الفاكهة والخضراوات لا تزال محدودة.

حددت دراسات الارتباط على مستوى الجينوم (GWAS) السابقة ما لا يقل عن 200 موضع وراثي مرتبط بخطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، مما يُفسر ما يصل إلى 35% من قابلية الوراثة. على الرغم من أن تفاعلات الجينات والبيئة (G × E) قد تُفسر قابلية الوراثة الإضافية، إلا أن الدراسات السابقة التي أجريت على عينات صغيرة واتباع أساليب تقليدية لم تكشف إلا عن عدد محدود من التفاعلات المهمة. وتُتيح الأساليب الإحصائية الجديدة، مثل الاختبارات المشتركة وأساليب الخطوتين التي تُعطي الأولوية لتعدد أشكال النوكليوتيدات المفردة (SNPs)، إمكانية تحسين دقة هذه التحليلات.

شمل التحليل ما يصل إلى 45 دراسة من ثلاثة اتحادات جينية لسرطان القولون والمستقيم، شملت أفرادًا من أصل أوروبي. وشملت الدراسات مجموعات الحالات والشواهد لدراسات الأتراب، وضوابط خالية من السرطان لدراسات الحالات والشواهد. وحُلّلت بيانات 69,599 و69,734 و44,890 مشاركًا من حيث تناول الفاكهة والخضراوات والألياف، على التوالي. وقُيّم المدخول الغذائي باستخدام استبيانات تواتر تناول الطعام والتاريخ الغذائي، والتي تُعبّر عادةً عن عدد الحصص اليومية من الفاكهة والخضراوات وإجمالي الألياف بالغرامات يوميًا.

تم توحيد البيانات والتعبير عنها كقيم ربعية حسب الجنس والدراسة. بالإضافة إلى ذلك، شملت مراقبة جودة التنميط الجيني التحقق من البيانات المفقودة، وتوازن هاردي-واينبرغ، وعدم تطابق الجنس، تلا ذلك احتساب وتصفية ترددات الأليلات الثانوية ودقتها، مما أدى إلى تحليل 7,250,911 من تعدد أشكال النوكليوتيدات المفردة (SNPs).

مقارنةً بمجموعة الضبط، كان المشاركون المصابون بسرطان القولون والمستقيم أكبر سنًا، ولديهم مؤشر كتلة جسم أعلى، واستهلاك طاقة أعلى، وانتشار أعلى لعوامل الخطر، مثل التاريخ العائلي للإصابة بسرطان القولون والمستقيم وداء السكري من النوع الثاني. كما استهلكوا كميات أقل من الألياف والفواكه والخضراوات مقارنةً بمجموعة الضبط. وقد وجدت التحليلات التلوية علاقة عكسية بين تناول الألياف (الخطر النسبي لكل زيادة ربعية (OR) = 0.79)، والفواكه (OR = 0.79)، والخضراوات (OR = 0.82) وخطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.

حدد اختبار 3-DF موقع rs4730274 الواقع قبل جين SLC26A3، والذي يُظهر ارتباطًا بتناول الألياف وتفاعلًا مع خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم. أظهر التقسيم الطبقي حسب النمط الجيني ارتباطًا عكسيًا أقوى بين الألياف وسرطان القولون والمستقيم لكل نسخة من الأليل T. أشار الشرح الوظيفي إلى نشاط مُحسِّن في أنسجة القولون، مع وجود قيمة eQTL لجين DLD.

أظهر موقع rs1620977 القريب من جين NEGR1 ارتباطًا كبيرًا باستهلاك الفاكهة وتفاعلًا معتدلًا مع خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم. ولوحظت ارتباطات عكسية قوية مع زيادة استهلاك الفاكهة لكل نسخة من الأليل G.

تُعد هذه الدراسة أكبر دراسة G×E حتى الآن، حيث حدد الباحثون تفاعلين بين الألياف، وتناول الفاكهة، وخطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم. وتحديدًا، يشير الجين rs4730274 القريب من جين SLC26A3 إلى وجود ارتباط كبير بين تناول الألياف، ووظيفة الأمعاء، والالتهاب، وسرطان القولون والمستقيم. وتدعو النتائج إلى إجراء المزيد من الدراسات لدراسة الآثار السريرية وتأكيد هذه النتائج لدى فئات سكانية مختلفة.