دراسة: الديوكسين يسبب المرض في الأجيال اللاحقة

لا يزال شعب فيتنام يعاني من العواقب الوخيمة لاستخدام الولايات المتحدة للعامل البرتقالي، وهو سلاح كيميائي يحتوي على خليط من مبيدات الأعشاب ومبيدات الأوراق المصممة لتدمير النباتات في المناطق التي كان يعتقد أن قوات العدو تختبئ فيها، أثناء حرب فيتنام.

يأتي الاسم من لون البراميل التي تم نقل الخليط المتفجر فيها.

الديوكسين السام (مادة سامة بيئية ذات تأثيرات قوية مثبطة للمناعة، ومسرطنة، ومُطفرة، وسمية للأجنة)، الموجود في مبيد الأعشاب، قادر على اختراق مستقبلات الكائنات الحية وتغيير وظائفها الحيوية أو تثبيطها. ويُسبب اضطرابات واسعة النطاق في جميع العمليات الأيضية، مما يُضعف عمل الجهاز المناعي البشري.

ولكن على الرغم من أن الخبراء الأميركيين بدأوا العمل على تنظيف الخليط السام في فيتنام، فإن الباحثين من جامعة واشنطن يزعمون أنه حتى لو تم محو الديوكسين بطريقة معجزة عن وجه الأرض، فإن آثاره المدمرة سوف تستمر في مطاردتهم لسنوات قادمة.

نجاين ثي تاي (يسار) ونجاين ثي ثوييت يجلسان على كرسيين متحركين خارج منزلهما.

تشير البيانات التي جمعها العلماء من تجارب أُجريت على فئران حوامل حُقنت بالديوكسين إلى أن آثار هذه المادة الكيميائية تمتد إلى عدة أجيال لاحقة. وُلدت أول مجموعة من الحيوانات مصابة بمرض البروستاتا وتكيس المبايض.

وإلى دهشة العلماء، وُلِد الجيل الثالث من القوارض مصابًا باضطرابات أشد خطورة: إذ كانت الإناث تعاني من أمراض مبيضية خطيرة، وكان الذكور يعانون من أمراض الكلى.

يزحف تران فان هوانغ على أربع نحو منزله. تقول الحكومة الأمريكية إن عدد المتضررين من العامل البرتقالي أقل بكثير، وإن الفيتناميين مخطئون في إلقاء اللوم على الولايات المتحدة.

ويقول عالم الأحياء مايكل سكينر، الخبير في علم الأحياء التناسلية: "ليس فقط الشخص الذي كان على اتصال بالمادة السامة هو الذي يعاني، ولكن أيضًا الأجيال اللاحقة التي قد تعاني من التأثيرات المدمرة للديوكسين في مرحلة البلوغ".

تركز الأبحاث الحالية التي يجريها سكينر وزملاؤه على الأمراض الوراثية التي تتطور نتيجة التعرض للمركبات الهيدروكربونية مثل وقود الطائرات والمبيدات الحشرية ومبيدات الفطريات والبلاستيك والديوكسين.

سون نغاين تري لام (في المقدمة) وشقيقته نغاين ثي هانج يجلسان في منزلهما في كام لو، فيتنام. أيديهما مقيدة خلف ظهريهما لمنعهما من إيذاء نفسيهما.

في حين أن علم الوراثة فوق الجينية يوفر فهماً أوسع لمختلف الأمراض والتشوهات التناسلية، فإن علماء السموم يركزون في المقام الأول على التغيرات في أجسام الحيوانات التي تصبح موضوعات لتجارب العلماء وتتعرض بشكل مباشر لعوامل تثير الأمراض.

[ 1 ]، [ 2 ]، [ 3 ]، [ 4 ]، [ 5 ]، [ 6 ]