المستحضرات البيولوجية - علاج فعال للصدفية

على مدى السنوات العشر الماضية، حقق الطب والعلوم تقدمًا هائلًا، إذ ظهرت المزيد والمزيد من أساليب العلاج الفعالة، وإجراءات التشخيص، والأدوية. ومن الجدير بالذكر بشكل خاص مرض الصدفية، الذي لا تزال أسبابه غير واضحة، وآلية تطوره معقدة للغاية، بالإضافة إلى أنه يتميز بمسار متكرر.

وبحسب العلماء، من الممكن السيطرة على المرض بمساعدة المستحضرات البيولوجية.

قرر المتخصصون استخدام الأدوية البيولوجية لعلاج الصدفية بعد تغيّر فهم أسباب المرض. وقد ساعد العلاج الموصوف عادةً لهذا المرض (العلاجات الموضعية، والعلاج الضوئي) على التخلص من الأعراض الخارجية فقط، وساهم إلى حد ما في منع الانتكاس.

لكن تأثير الأدوية البيولوجية يستهدف سبب المرض، فهي تحجب، بشكل مباشر أو غير مباشر، الخلايا التائية، وهي عوامل مناعية تُسبب التهابًا في الجلد. تجدر الإشارة إلى أن الأدوية المثبطة للمناعة لها مبدأ عمل مشابه، ولكنها، على عكس الأدوية البيولوجية، تُسبب آثارًا جانبية خطيرة. علاوة على ذلك، تتميز الأدوية البيولوجية الجديدة بتركيزها الضيق على مصدر المرض.

العلاج البيولوجي نوع جديد من العلاج، ولا تتوفر حاليًا سوى أدوية قليلة معتمدة للاستخدام. من بين الأدوية البيولوجية المعتمدة: إنبريل، وأميفيف، وريميكاد، وهوميرا، وستيلارا. وكما هو الحال مع مثبطات المناعة، تؤدي الأدوية البيولوجية إلى انخفاض المناعة، ما يُبقي الجسم غير محمي ضد الفيروسات والبكتيريا. بالإضافة إلى ذلك، هناك خطر الإصابة بأمراض مزمنة، مثل السل. لذا، يُعتبر بدء العلاج البيولوجي بعد تناول أدوية ذات تأثير مثبط للمناعة غير مناسب.

من عيوب العلاج البيولوجي طريقة تطبيقه: تُعطى المستحضرات البيولوجية وريديًا أو عضليًا. يستغرق إعطاء الأدوية وريديًا حوالي ساعتين، ولكن على الرغم من بعض المضايقات، يرى عدد من المتخصصين أن العلاج البيولوجي أكثر فعالية، كما أنه يُسبب أقل قدر من الآثار الجانبية.

الصدفية اضطراب مزمن في الجهاز المناعي. يُسبب المرض بقعًا حمراء وتشققات وتقشرًا على الجلد. خلال تفاقم المرض، يصعب إخفاء الأعراض، ويعاني معظم المرضى من انزعاج شديد. تجدر الإشارة إلى أن أعراض الصدفية تُسبب مشاكل نفسية خطيرة، وغالبًا ما يُصبح الشخص منبوذًا في المجتمع، ويحاول الناس تجنب أي اتصال مع مرضى الصدفية، ظنًا منهم أن المرض مُعدٍ.

أظهرت دراسة أجريت قبل عدة سنوات أن أكثر من نصف مرضى الصدفية يشعرون بالنقص باستمرار، كما لاحظ المشاركون أنهم يعانون من شعور دائم بالحرج بسبب مظاهر المرض، وفي 1/3 من المرضى تكون الحياة الاجتماعية والتواصل مع الآخرين محدودة بشكل حاد أثناء التفاقم.

[ 1 ]، [ 2 ]