ألم في البطن

يُعد ألم البطن (ألم المعدة) من أكثر الشكاوى شيوعًا بين المرضى. ويرجع ذلك إلى وجود العديد من الأعضاء في تجويف البطن، ولكل منها ألم خاص يتطلب علاجًا خاصًا. بعد تحديد سبب ألم البطن، يمكنك إما علاج نفسك بنفسك باستخدام الأدوية المنزلية، أو استشارة الطبيب عند الحاجة.

[ 1 ]، [ 2 ]، [ 3 ]، [ 4 ]

طبيعة آلام البطن

هناك ثلاثة أنواع رئيسية من الألم: التشنجي (التشنج)، والألم المستمر، والألم المزمن.

يتميز الألم التشنجي، أي المغص، بنوبات تشبه الموجات، متفاوتة الشدة. ينجم هذا النوع من الألم عن تشوه في الجهاز الهضمي، وفي معظم الحالات، عن زيادة في نشاط التمعج. كما يحدث الألم بسبب الأمراض المُعدية أو الإجهاد.

هناك مصطلح "البطن الحاد"، وهو مصطلح يُصنّفه المتخصصون ضمن أخطر حالات آلام البطن وأكثرها إزعاجًا. يكون الألم في هذه الحالات شديدًا جدًا، وينتشر في جميع أنحاء تجويف البطن، وتكون الحالة الصحية العامة للمريض سيئة، وغالبًا ما ترتفع درجة حرارته، وتكون عضلات البطن متوترة باستمرار، وتحدث نوبات قيء. قد يُشير هذا الألم إلى التهاب الصفاق الحاد، والتهاب البنكرياس، وأمراض معدية أخرى. كما قد يُشير إلى التهاب الزائدة الدودية، وفي هذه الحالة يكون الألم في بداية المرض خفيفًا ومنتشرًا، ثم يتحول إلى "بطن حاد". في هذه الحالة، لا ينبغي إعطاء أي أدوية، بل يجب استدعاء سيارة إسعاف فورًا.

عادةً ما يتميز ألم البطن المستمر بشدته المستمرة لفترة طويلة. يُصنف المرضى هذا الألم على أنه ألم حاد ومؤلم وحارق في البطن. قد يشير هذا الألم إلى التهابات خطيرة في أعضاء البطن، أو خراجات، أو قرح، أو تفاقم حصوات المرارة. أما ألم البطن المزمن فهو ألم يظهر ويختفي لفترة طويلة. في معظم الحالات، يشير هذا الألم إلى مرض مزمن أو آفة معدية في الجهاز الهضمي. في حال وجود ألم بطني كهذا، يجب استشارة طبيب مختص. وحضّر إجابات لأسئلة مثل: هل يرتبط الألم بالطعام، وما هي العلاجات التي تساعد على التخلص منه، ومدى تكرار الألم وشدته، وموقعه.

يمكن أن يكون ألم البطن ناتجًا أيضًا عن العصاب والضغط النفسي. في هذه الحالة، قد يكون الألم ذو طبيعة مختلفة، لكن الفحص لن يكشف عن سببه. في هذه الحالة، يجب استشارة طبيب نفسي أو طبيب أعصاب. قد يشير ألم البطن دون أسباب محددة إلى خلل التوتر العضلي الوعائي، خاصةً إذا كان مصحوبًا بالتعرق والتعب وزيادة معدل ضربات القلب. في هذه الحالة، يجب استشارة طبيب قلب.

عادةً ما يصاحب ألم البطن أعراض إضافية تساعد في تحديد سببه. عادةً ما تصاحب الأمراض المُعدية وانسداد القنوات الصفراوية ارتفاع درجة حرارة الجسم وقشعريرة وحمى. كما يمكن الاستدلال على مشاكل القنوات الصفراوية بتغير لون البراز إلى اللون الفاتح والبول إلى اللون الداكن. يشير الألم المتشنج الشديد المصحوب ببراز أسود أو دموي إلى نزيف داخلي، وفي هذه الحالة يتطلب المريض دخول المستشفى فورًا.

تحديد مكان آلام البطن

يُعدّ موضع الألم عاملاً أساسياً في تشخيص المرض. في الحالات التي يكون فيها الألم من أعلى البطن، يُشير ذلك إلى احتمال وجود اضطرابات في الأمعاء والمريء والبنكرياس والكبد والقنوات الصفراوية.

إذا كان الألم في الجزء العلوي الأيمن من تجويف البطن، وربما يمتد تحت لوح الكتف الأيمن، فهذا يدل على وجود التهاب في الكبد أو حصوات المرارة. أما الألم البطني الموضعي أسفل السرة وفي منتصف الصفاق، فيدل على وجود مشاكل في الأمعاء الغليظة؛ بينما يشير الألم في منطقة السرة إلى وجود مشاكل في الأمعاء الدقيقة. وغالبًا ما ينتشر الألم الناتج عن التهاب البنكرياس والقرحة في جميع أنحاء الظهر.

في أي الحالات يجب استشارة الطبيب؟

الألم الذي يدوم أقل من دقيقة لا يدعو للقلق. مع ذلك، إذا استمر الألم لساعة أو أكثر، يجب استشارة طبيب مختص على وجه السرعة. انتبه أيضًا للآثار الجانبية للأدوية التي تتناولها، إن وجدت.

فيما يلي قائمة من الأسئلة، إذا كانت الإجابة "نعم" على أي منها، يجب عليك استشارة الطبيب.

• هل يؤثر ألم البطن على أنشطتك اليومية وأدائك في العمل؟
• هل لاحظت انخفاض الشهية وفقدان الوزن؟
• هل تستيقظ في الليل مع آلام شديدة في البطن؟
• هل سبق أن عانيت من حصوات المرارة أو القرحة أو التهاب الأمعاء؟
• هل أجريت أية عمليات جراحية؟

كما ترون، تختلف أسباب آلام البطن اختلافًا كبيرًا، بدءًا من الانتفاخ المؤقت ووصولًا إلى الأمراض الخطيرة. لذا، إذا كان الألم يُثير القلق، فلا تترددوا في استشارة الطبيب.