علاج التأقلم بالأدوية

التأقلم ليس مرضًا، بل عملية طبيعية لتكيف الجسم مع ظروف المعيشة الجديدة. لذلك، لا يمكن علاجه مهما حاول الناس إقناع أنفسهم بذلك. لكي يكون التأقلم أكثر سلاسة، من المهم الاهتمام بصحتك مسبقًا. خلال العام، عليك تقوية جهاز المناعة، ومراقبة جودة نظامك الغذائي، وممارسة التمارين البدنية والتنفسية صباحًا، وزيارة صالة الألعاب الرياضية لمزيد من التدريب المكثف. عليك أيضًا المشي كثيرًا واتباع نمط حياة نشط. من المهم أيضًا تقوية جسمك، والتعود على المشي والذهاب إلى الطبيعة في الطقس الممطر والعاصف، وفي الثلج ودرجات الحرارة المنخفضة. لتحسين خصائص الجسم التكيفية، من المفيد زيارة الحمامات أو الساونا، بالإضافة إلى السباحة.

من المعروف أن العديد من أعراض التأقلم تشبه نزلات البرد. ولذلك، عند السفر إلى البحر والمناطق الدافئة، يحمل أهلنا حقيبة كاملة من الأدوية، لكل عرض على حدة، وكمية كبيرة إضافية "للاحتياط". ومن الشائع بشكل خاص "إغراق" الأطفال بالأدوية، إذ تخشى أمهاتهم من ظهور أي أعراض مرضية على أطفالهن. هذا ليس حلاً سحريًا، بل قد يضر الجسم.

لذلك، يجب على الآباء والبالغين تذكر أن علاج التأقلم يجب أن يتم فقط بعد استشارة المتخصصين. وهم وحدهم من يستطيعون وصف بعض الأدوية، بالإضافة إلى جرعاتها ومدة استخدامها. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للطبيب الجيد أن يوصي بأسلوب علاجي لطيف خلال فترة التأقلم، والذي يشمل نمط حياة مناسبًا في هذه الظروف، ونظامًا غذائيًا وشربًا مناسبين، وتمارين بدنية وتنفسية، وعلاجًا طبيعيًا، وتدليكًا، وعلاجات مائية، وعلاجًا بالروائح، وما إلى ذلك.

أدوية التأقلم

هناك أدوية للتأقلم تساعد على تعزيز دفاعات الشخص وتقوية مناعته. وتشمل هذه الأدوية:

• صبغة جذر الجنسنغ. تناول خمسًا وعشرين قطرة في ربع كوب من الماء قبل أربعين دقيقة من تناول الطعام، مرتين إلى ثلاث مرات يوميًا. هناك موانع لاستخدام هذه الصبغة للأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة متفاقمة، ومرضى ارتفاع ضغط الدم، والأشخاص الذين يعانون من اضطرابات في الجهاز العصبي المركزي. كما يُمنع تناولها للنساء أثناء الحمل والرضاعة، وكذلك للأطفال دون سن السادسة عشرة.
• صبغة جذر نبات الإليوثيروكوكس. تناول أربعين قطرة في ربع كوب من الماء قبل نصف ساعة من تناول الطعام، مرتين أو ثلاث مرات يوميًا. موانع استخدام هذه الصبغة هي لمن أصيبوا بنوبات قلبية. يُمنع استخدام الدواء لمرضى ارتفاع ضغط الدم، أو من يعانون من اختلال في الجهاز العصبي، أو اضطرابات نفسية، أو من يعانون من خلل التوتر العضلي الوعائي النباتي. في الطقس الحار، يُنصح بالامتناع عن استخدام الصبغة لاحتوائها على الكحول.
• بلسم بيتنر. تناول عشرة مليلتر ثلاث أو أربع مرات يوميًا لمدة ثلاثة أو أربعة أسابيع. يُمنع استخدام هذا الدواء للأشخاص الذين يعانون من قصور كلوي أو كبدي، أو تليف الكبد، أو أمراض القناة الصفراوية. يُمنع استخدام الدواء للنساء الحوامل والمرضعات، وكذلك للأطفال دون سن الثانية عشرة، ومدمني الكحول.
• قطرات بيريس بلس. يتناول الأطفال من عمر سنة واحدة والبالغون قطرة واحدة لكل كيلوغرامين من وزن الجسم. في هذه الحالة، تُقسّم الجرعة إلى جرعتين يوميتين. يُستعمل الدواء بتخفيفه بالماء. يُنصح بتناوله مع الوجبات. لا يُنصح باستخدام القطرات لمن يعانون من أعراض الفشل الكلوي، أو اضطرابات استقلاب النحاس والحديد، أو حساسية تجاه مكونات الدواء.

حبوب التأقلم

من بين الأدوية التي تُساعد على تأقلم الجسم مع الظروف البيئية الجديدة، هناك أيضًا أقراص للتأقلم. ينصح الخبراء باستخدام الأدوية التالية:

• جيريافيت فارماتون. يُحفّز هذا الدواء مقاومة الجسم غير النوعية، ويُسرّع عملية الأيض والطاقة. في الوقت نفسه، يزيد نشاط الخلايا ويحسّن امتصاص الأكسجين في الأنسجة. يحتوي الدواء على الجينسنغ والفيتامينات والعناصر الدقيقة والكبيرة. يُمنع تناول الدواء في حالات فرط فيتامين أ أو د، واضطرابات استقلاب الكالسيوم، وكذلك للأشخاص الذين يعانون من خلل في وظائف الكلى، وفي حالة وجود حساسية تجاه مكونات الدواء.

تُستخدم الأقراص مرتين يوميًا مع الطعام (خلال الإفطار والغداء)، لمدة أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع. بعد ذلك، يُنصح بتناول الدواء مرة واحدة يوميًا، قرص واحد مع الإفطار. يُؤخذ الدواء كاملًا، ولا يُمضغ بأي حال من الأحوال.

• ينصح الخبراء بتناول الفيتامينات المتعددة ومعدّلات المناعة لتحسين التكيف مع ظروف المعيشة الجديدة. تجدر الإشارة إلى أنه حتى هذه الأدوية التي تبدو آمنة لا ينبغي استخدامها دون استشارة الطبيب.

كيفية التأقلم؟

من يهتم بصحته سيسأل نفسه حتمًا: كيف يمكنني التأقلم مع الوضع الجديد بأقل خسائر ممكنة؟ لتحقيق ذلك، يجدر اتباع توصياتنا ونسيان المشاكل:

• في الأيام الأولى بعد وصولك إلى بلد جديد، عليك اتباع نمط حياة هادئ ومريح. يشمل ذلك نومًا طبيعيًا وكافٍ، بالإضافة إلى النوم باكرًا.
• يجب أن تكون التغذية معتدلة ومُنعشة. من المهم إدخال منتجات وأطباق جديدة بجرعات صغيرة في البداية، ومراقبة رد فعل الجسم تجاهها. يُنصح بالامتناع عن تناول الأطباق الغريبة التي لا يُعرف رد فعل الجسم تجاهها.
• يجب عليك تجنب شرب المشروبات الكحولية، خاصة خلال الأيام الأولى في المكان الجديد، وخاصة بكميات كبيرة.
• من الضروري شرب كمية كبيرة من السوائل، وخاصةً الماء النقي. لتران يوميًا هو الحد الأدنى الذي يجب مراقبته بدقة. يُفضل شرب الماء النقي غير الغازي أو الماء منخفض المعادن.
• عند شراء الماء، اختر زجاجات ذات أغطية محكمة الإغلاق لتجنب المشروبات المقلدة. تجنب شرب ماء الصنبور لتجنب الالتهابات المعوية. تجنب أيضًا شراء الشاي أو الماء المثلج، الذي يُباع في شوارع العديد من البلدان الحارة. عادةً ما يُعدّ السكان المحليون مشروباتهم بماء الصنبور، مما قد يضر بصحة السياح غير المعتادين على هذا الماء.
• لتجنب ارتفاع درجة حرارة الجسم أو الإصابة بضربة الشمس، من المهم تقليل مدة التعرض لأشعة الشمس في البداية. يُنصح بالتعرض لأشعة الشمس صباحًا ومساءً. ويجب ألا تتجاوز مدة هذه الإجراءات عشر إلى خمس عشرة دقيقة لكل جلسة.
• من الضروري اتباع جميع قواعد النظافة المعتادة - الاستحمام كل يوم والحفاظ على نظافة جسمك.
• ومن المهم أيضًا القيام بتمارين خفيفة وتمارين تنفس بسيطة، والتي عليك تعلمها قبل الوصول إلى بلد جديد.

الوقاية من التأقلم

الوقاية من التأقلم تتلخص في تهيئة الجسم مسبقًا لظروف المعيشة الجديدة. لذلك، قبل أي رحلات قد تُسبب ضغوطًا على الجسم، من الضروري تهيئة الجسم للظروف الجديدة برفق.

لذلك ينصح الخبراء باتباع الإجراءات التالية:

• من المفيد الاستعداد للتوقيت الجديد. للقيام بذلك، عليك ضبط ساعاتك على التوقيت الجديد مسبقًا، وتغيير مواعيد النوم والاستيقاظ تدريجيًا. هذا الإجراء يُخفف من التوتر عند دخول مناطق جديدة.
• من الجيد أن يتم نقل تناول الطعام تدريجيًا إلى فترات من اليوم تتوافق أكثر مع أوقات الوجبات في المنطقة الجديدة.
• يحتاج الجسم إلى اكتساب القوة والطاقة. لذلك، ينبغي الاستعداد للرحلات المُرهقة عادةً مُسبقًا. على العكس، قبل أسبوع من أي رحلة ممتعة، من المهم قضاء وقت مُنتظم وهادئ. وكذلك تجنب الصدمات الكبيرة والصغيرة، وتخصيص وقت كافٍ للراحة والاسترخاء، والنوم جيدًا وعميقًا.
• من الجدير بالذكر أيضًا التغذية السليمة، لما لها من تأثير كبير على قوة الإنسان وصحته. فالنظام الغذائي الكافي، الذي يحتوي على جميع العناصر الضرورية للجسم، هو مفتاح قدرته على التحمل ومقاومته للإجهاد.