علاج النقرس في الساقين بالعسل مع الملح وخل التفاح

من بين جميع العلاجات الشعبية لتخفيف الألم، الأكثر شهرة هو فائدة العسل لمرض النقرس - كمادات العسل، وفرك العسل في المفاصل، واتباع نظام غذائي بالعسل.

النقرس مرض مزمن، والسبب الرئيسي له هو اضطراب أيضي، يؤدي إلى ارتفاع مستوى حمض اليوريك في الدم. يحدث هذا نتيجة تباطؤ في إخراجه من الجسم أو تكوين بلورات جديدة. كما قد يكون السبب خللًا في وظائف الكلى أو استعدادًا وراثيًا.

يُعاني حوالي ثلث سكان العالم من هذا المرض، لكن الرجال في أوج عطائهم يُصابون به أكثر بتسعة أضعاف من النساء، وذلك بفضل زيادة كتلة العضلات، والعوامل الهرمونية، ونمط الحياة العام والنظام الغذائي. أما النساء، فتقل إصابتهن بهذا المرض بشكل ملحوظ بعد سن الخمسين.

عادةً ما يبدأ كل شيء بألم حاد مفاجئ في المفصل، وغالبًا ما يكون في إبهام القدم، أي في المنطقة الأبعد عن القلب، حيث تكون الدورة الدموية أبطأ. وكقاعدة عامة، يحدث الألم الحارق ليلًا أو في الصباح الباكر، بعد تناول وجبة دسمة وشرب الكحول في اليوم السابق. يتحول المفصل إلى اللون الأحمر، ويتورم، وترتفع درجة الحرارة الموضعية، ويصبح من غير المحتمل تحمل حتى لمسة خفيفة للمفصل المؤلم. لا تدوم النوبة الأولى طويلًا، وتختفي الأعراض من تلقاء نفسها في غضون 3-7 أيام، ولكن بمرور الوقت تقصر الفترات الفاصلة بين النوبات، وينتشر المرض إلى مفاصل أخرى. لذلك، لا يمكن تجاهل هذا المرض، لأنه بدون علاج مناسب، فإنه يؤدي إلى عواقب وخيمة للغاية - تدمير كامل للغضروف المفصلي.

علاج النقرس بالعسل

أهم ما في العلاج هو التحكم في مستوى حمض اليوريك في الجسم. يُوصف العلاج بشكل شامل، يشمل النظام الغذائي والعلاج الطبيعي والعلاج الدوائي تحت إشراف طبيب أمراض الروماتيزم. تُوصف الأدوية التي تُخفض مستوى حمض اليوريك في الدم (إيتاميد، سينكوفين، ألوبيورينول)، ومسكنات الألم سريعة المفعول، واتباع نظام غذائي صارم يهدف إلى تقليل عدد البلورات في الدم. كما تُعدّ التمارين الخاصة اليومية، والتدليك، وعلاجات الماء المتباين إلزامية. في الطب الشعبي، تُستخدم العديد من العلاجات لعلاج النقرس، للاستخدام الداخلي والخارجي. ومع ذلك، من الضروري استشارة الطبيب المعالج مبكرًا، حيث يمكنه تقييم حالة الجسم بكفاءة، واختيار برنامج علاجي مناسب، وكذلك منع ردود الفعل التحسسية المحتملة في الوقت المناسب في حالة عدم تحمل الفرد لبعض المكونات.

يُنتج تدليك المفاصل بالعسل لعلاج النقرس ما يُسمى بمُزلق داخلي يُساعد على إزالة حمض اليوريك. قبل تدليك المفصل بالعسل، من المهم أولاً تدفئة المفصل باستخدام وسادة تدفئة أو تبخيره بالماء الساخن، ثم تدليكه بالعسل لمدة 15 دقيقة. بعد ذلك، ضع منديلاً ورقياً سميكاً مُدهوناً بالعسل، ولفه في كيس بلاستيكي، ثم ثبّت ضمادة العسل بمنشفة دافئة. يُمكنك إزالتها بعد 3-4 ساعات، ولكن يُمكنك عمل هذه الكمادات ليلاً. يُنصح باستخدام 10 كمادات عسل: الأربع الأولى يومياً، والست التالية كل يومين. ثم خذ استراحة لمدة أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع وكرر العملية. لمزيد من الفعالية، يُمكنك أيضاً تحضير مرهم من العسل، والذي يُساعد على تخفيف آلام المفاصل بشكل ملحوظ في وقت قصير. اخلط كوباً ونصف من عصير الفجل الأسود، ونصف كوب من الفودكا، وكوباً واحداً من العسل، وأضف ملعقة كبيرة من الملح. رجي الخليط الناتج واتركيه لمدة ساعة ثم قومي بتوزيعه على المفاصل.

يجب أيضًا مراعاة الخصائص العلاجية للبصل والعسل لعلاج النقرس. تتوفر عدة خيارات للكمادات التي تحتوي على العسل والبصل. قبل وضع الكمادة، يُنصح بتبخير قدميك بالماء الساخن أو تدفئتهما بوسادة تدفئة إذا كانت المفاصل الأخرى مؤلمة. لتحضير الكمادة، خذ ملعقة كبيرة من مسحوق الخردل، وملعقة كبيرة من صودا الخبز، وبصلًا مفرومًا ناعمًا، وملعقة كبيرة من العسل، ثم لفّها بمنديل ورقي سميك، وارتدِ جوارب صوفية أو لفّها بمنشفة دافئة. مدة الاستخدام أسبوعان.

كما أن كمادات الصبار فعالة جدًا. يُنصح بحفظ ورقة الصبار في الثلاجة لمدة يومين قبل الاستخدام، ملفوفة بمنديل ورقي، فهذه الطريقة ستمتص العصارة وتُظهر فوائدها بشكل أفضل. لتحضير الكمادات، افرم 2-3 أوراق صبار، 6 فصوص ثوم، وبصلة واحدة. أضف 30 غرامًا من الزبدة المذابة، 50 مل من العسل، 50 مل من الماء، واخلط المكونات جيدًا، ثم صبها في قدر واتركها تغلي على نار هادئة، ولكن لا تتركها تغلي. اتركها تبرد، ثم ضع الخليط الناتج على المفصل، ولفه في كيس بلاستيكي ومنشفة دافئة.

النظام الغذائي لمرض النقرس

النظام الغذائي هو أهم عنصر في علاج النقرس. ولأن هذا المرض غالبًا ما يكون ناتجًا عن اضطراب في استقلاب البروتين، فإن الالتزام ببعض القيود الغذائية شرط أساسي للعلاج. من بين الأطعمة التي يجب تجنبها: مرق اللحم، والأطعمة المعلبة، ومشتقات اللحوم، والأطعمة المدخنة والحارة، والشوكولاتة، والقهوة، والأسماك المعلبة، والملح، والكحول.

من الضروري تناول الخضراوات، سواءً الطازجة أو المطهوة على البخار، وعصائر الفاكهة، والجبن القريش، والجوز، والتفاح، والبطيخ الموسمي، وشرب كمية كبيرة من الماء يوميًا (لترين إلى لترين ونصف على الأقل). كما يُمكن تناول اللحوم من ٥ إلى ٧ مرات شهريًا، ولكن فقط السمك المسلوق والخالي من الدهون.

للوقاية والعلاج في المراحل المبكرة، فإن عصارة البتولا وعصير الكرفس والشاي من أوراق الكشمش أو ثمر الورد مفيدة.

مع ذلك، ليس النظام الغذائي الذي يصفه الطبيب مهمًا فحسب، بل أيضًا بعض الفروق الدقيقة التي تُعزز التأثير العلاجي. بالنسبة لمرضى النقرس، يُمنع الصيام والإفراط في تناول الطعام، إذ يُحفز ذلك حدوث نوبة أخرى. يجب أن تكون الوجبات من 5 إلى 7 مرات يوميًا بكميات صغيرة. من المفيد إدخال أيام صيام (مرة أو مرتين أسبوعيًا)، ولكن بموافقة الطبيب فقط.

يهتم الكثير من الناس بالسؤال: هل من الممكن تناول العسل عند الإصابة بمرض النقرس؟

نعم، خلال فترة شفاء النقرس، لن يكون العسل بديلاً مثالياً للحلويات الأخرى فحسب. ولكن من المهم تذكر أنه لا ينبغي إذابة العسل في الماء الساخن، بل إضافته لاحقاً بعد أن يبرد الشاي قليلاً.

مع ذلك، مع ارتفاع مستويات حمض اليوريك في الدم، يُنتج الجسم حوالي نصف هذه الكمية من تلقاء نفسه، من مصادره الطبيعية، بينما يأتي الجزء المتبقي فقط من الخارج مع الطعام. لذلك، لا يكفي النظام الغذائي وحده لعلاج هذا المرض، بل يتطلب تناولًا فرديًا مكثفًا لأدوية خاصة وممارسة التمارين الرياضية. ولأن هذا المرض وراثي، ينبغي على من لديهم شخص في عائلته مصاب بالنقرس الاهتمام بالوقاية واستشارة الطبيب المعالج مسبقًا بشأن ضرورة اتباع نظام غذائي وممارسة الرياضة.

[ 1 ]، [ 2 ]، [ 3 ]