دراسة التنظيم الهرموني للوظيفة الإنجابية

دراسة إشعاعية للتنظيم الهرموني للوظيفة الإنجابية لجسم الأنثى

يتم تنظيم جميع وظائف الجهاز التناسلي الأنثوي بمشاركة القشرة الدماغية، والهياكل تحت القشرية، والغدة النخامية، والمبايض، بالإضافة إلى الرحم، والمهبل، والغدد الثديية. ويتم الترابط والتفاعل المنسق لجميع عناصر هذا النظام المعقد باستخدام آلية ردود فعل سلبية وإيجابية متعددة المراحل. ويصاحب أي خلل في إحدى حلقات سلسلة الآليات التنظيمية اختلال في العلاقات الهرمونية المتبقية. وتتيح طرق التشخيص المناعي الإشعاعي اكتشاف هذه الاضطرابات في مراحلها المبكرة.

يتم إجراء الدراسات المناعية الإشعاعية للحالة الهرمونية للمرأة باستخدام جزء من الدم (في المختبر)، أي بدون إدخال المركبات المشعة إلى الجسم، وبالتالي فهي لا تشكل خطراً على المرأة الحامل أو الجنين.

الدورة الشهرية للمرأة السليمة ثنائية الطور. في المرحلة الأولى - نمو ونضج الجريب (المرحلة الإستروجينية أو الجريبية) - تفرز المبايض هرمون الإستراديول في الدم. يتراوح تركيزه بين 0.1 و0.3 نانومول/لتر، ويزداد مع نضج الجريب. يصل إلى أعلى تركيز له - بين 0.6 و1.3 نانومول/لتر - في منتصف الدورة، قبل يوم أو يومين من الإباضة. في المرحلة الثانية من الدورة - مرحلة الجسم الأصفر (المرحلة الأصفرية) - ينخفض مستوى الإستراديول إلى 0.3-0.8 نانومول/لتر. يُسبب الإستراديول تكاثر الغشاء المخاطي للرحم.

هرمون آخر تُنتجه المبايض هو البروجسترون. يُفرز بشكل رئيسي من الجسم الأصفر، ولذلك يبلغ تركيزه ذروته في المرحلة الثانية من الدورة الشهرية - 25-55 نانومول/لتر، بينما يتراوح في المرحلة الأولى منها - 2-6 نانومول/لتر فقط. وظيفة البروجسترون هي تحضير بطانة الرحم لانغراس البويضة المخصبة.

تُنظّم الغدة النخامية التغيرات في إفراز الهرمونات الجنسية عن طريق إفراز هرمونات موجهة للغدد التناسلية - لوتروبين وفوليتروبين، بالإضافة إلى البرولاكتين. يُحفّز لوتروبين التخليق الحيوي للبروجسترون، ويُنظّم وظيفة الجسم الأصفر. وهو عامل مُحفّز للإباضة. يتراوح محتوى لوتروبين في بداية الدورة ونهايتها بين 7 و15 وحدة/لتر، ويرتفع إلى 40-100 وحدة/لتر في ذروة الإباضة.

يُحفّز الفوليتروبين نمو الخلايا الحبيبية المبيضية ويُعزز نضج الجريبات. وكما هو الحال مع اللوتروبين، يُحفّز آلية الإباضة. تُشبه تقلبات تركيزه في الدم تقلبات اللوتروبين: فهو يكون في أدنى مستوياته في بداية الدورة ونهايتها (6-12 وحدة/لتر) ويبلغ ذروته في ذروة الإباضة (20-40 وحدة/لتر).

يتنوع الدور الفسيولوجي للبرولاكتين. فمثل الهرمون الملوتن، يُحفّز إفراز الجسم الأصفر لهرمون البروجسترون. وتخضع تقلبات مستوياته في الدم لنفس أنماط الهرمون الملوتن: إذ تبلغ ذروتها خلال مرحلة الإباضة، أي في منتصف الدورة الشهرية. وتزداد تركيزات البرولاكتين بشكل حاد خلال الحمل والرضاعة.

يتحكم الوطاء بوظيفة الغدد التناسلية في الغدة النخامية. يُنتج هذا الأخير هرموني تحرير: لوليبيرين وفوليبيرين، اللذين يُحفزان إفراز الغدد التناسلية. وقد طُوِّرت مؤخرًا هرمونات تحرير اصطناعية من الوطاء، تُستخدم في التشخيص المناعي الإشعاعي للتمييز بين آفات الوطاء والغدة النخامية. كما طُوِّرت أساليب مناعية إشعاعية دقيقة للغاية تُتيح تحديد تركيز الهرمونات المُحرِّرة في الدم. وهذا يُتيح إمكانية إجراء دراسة مناعية إشعاعية لمرة واحدة لكامل "التسلسل الهرمي" الهرموني: الوطاء - الغدة النخامية - المبايض.