الوقاية من متلازمة الكحول الجنينية ومتلازمة الحرمان من المخدرات لدى الأطفال حديثي الولادة

الوقاية من متلازمة الكحول الجنينية

يمكن أن يؤثر تناول الأم للكحول أثناء الحمل سلبًا على نمو جسم الجنين ودماغه. وقد تستمر آثار هذا التعرض الضار طوال حياة الشخص. ومن أبرز هذه الاضطرابات تغيرات في الدماغ تؤدي إلى ضعف إدراكي، بما في ذلك صعوبات في الذاكرة والتعلم، واضطرابات في الانتباه، وضعف في التنسيق الحركي، وصعوبة في حل المشكلات. وتُعرف آثار التعرض المفرط للكحول على نمو الجنين بمتلازمة الكحول الجنينية.

تعتمد الوقاية من متلازمة الكحول الجنينية على منع استخدام النساء الحوامل للكحول والمواد المؤثرة عقليًا. وبمعنى أوسع، لا يقتصر هذا على الوقاية الفعالة من إدمان الكحول لدى النساء فحسب، بل يشمل أيضًا منع أي استخدام للمواد المؤثرة عقليًا أثناء الحمل، ويفضل طوال فترة الإنجاب. ينبغي على المرأة تجنب تناول أي جرعات من الكحول، فقد لا تعلم بحملها إلا بعد مرور بعض الوقت. يكون الجنين حساسًا بشكل خاص للآثار الضارة للكحول في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل. ولضمان فعالية هذه الوقاية، من الضروري تحديد الفئة الأكثر عرضة للإصابة بمتلازمة الكحول الجنينية. من يمكنها إنجاب طفل مصاب بأعراض متلازمة الكحول الجنينية أو غيرها من التشوهات المرتبطة بتأثير الكحول داخل الرحم؟ أولًا، هؤلاء النساء المصابات بإدمان الكحول واللاتي لا يتوقفن عن شرب الكحول أثناء الحمل. ومع ذلك، قد يكون هؤلاء أيضًا نساء غير مدمنات على الكحول، ولكنهن يشربن الكحول أثناء الحمل لأسباب مختلفة.

تشخيص إدمان الكحول ليس واضحًا كما يبدو. من المفيد الإشارة إلى بعض العلامات غير المباشرة التي يمكن استخدامها للاشتباه في تناول النساء للكحول أثناء الحمل. ويمكن تمييز العلامات التالية التي تُشير إلى مجموعة عالية الخطورة للإصابة بمتلازمة الكحول الجنينية.

• بعض النساء العازبات.
• فتيات صغيرات مع أطفالهن.
• النساء من سن 17 إلى 32 سنة.
• النساء غير العاملات.
• النساء اللواتي يشربن كثيرا.
• النساء المدخنات.
• النساء اللاتي تعرضن للاغتصاب أو سفاح القربى.
• النساء اللاتي أزواجهن مدمنون على الكحول.
• بنات الأمهات اللاتي يعانين من الإدمان على الكحول.
• النساء الحاصلات على تعليم ثانوي أكثر عرضة للخطر من النساء الحاصلات على تعليم عالٍ.
• النساء العاملات في وظائف ذات ضغوط عالية.

يجب إيلاء اهتمام خاص للفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 15 و19 عامًا. تشير بعض البيانات إلى أن الأمهات في هذه الفئة العمرية يلدن مليون طفل سنويًا. يُعدّ استهلاك الكحول شائعًا جدًا في هذه الفئة العمرية، كما أن إساءة استخدامه قد تحدث نتيجة لصدمات نفسية كالحمل غير المخطط له.

وفقًا لنتائج عدد من الدراسات، يُمكن تحديد النساء اللواتي لا يتوقفن عن شرب الكحول أثناء الحمل بناءً على مجموعة من العوامل. تشمل هذه العوامل بدء الشرب في سن مبكرة، واكتشاف الإفراط في الشرب أو إدمان الكحول لدى الأشقاء أو الأم، ووجود تقرير عن ارتفاع تحمل الكحول لدى المرأة الحامل، وتطور أمراض مرتبطة بالكحول، مثل التهاب المعدة الكحولي والتهاب البنكرياس والذهان. تتميز النساء اللواتي يستمرن في شرب الكحول أثناء الحمل ببيئتهن الاجتماعية: غالبًا ما يشرب أزواجهن وأصدقاؤهن الكحول ويتعاطون المخدرات. خلال فترة الحمل، تستمر النساء المدمنات على الكحول واللاتي لا يستطعن التغلب على هذا الإدمان الشديد، أو اللائي لا يدركن العواقب الوخيمة لتعرض الجنين للكحول داخل الرحم على صحة الطفل ولا يصدقن تفسيرات الطبيب، في شرب الكحول.

في هذا الصدد، من الضروري توفير معلومات للنساء المعرضات لخطر كبير لإنجاب طفل مصاب بمتلازمة الكحول الجنينية حول أضرار الكحول على صحة الجنين، وشرح هذه الأحكام نفسها لعامة السكان. يعتقد ب. كونور وأ. ستريسجوس أن برامج التوعية التي تنشر معلومات حول الآثار الضارة لاستهلاك الكحول أثناء الحمل تُمكّن النساء من اتخاذ قراراتهن على أساس أكثر جدوى. إن توعية المشاركين في نظام الرعاية الصحية الأولية وفي استشارات النساء حول آثار استهلاك الكحول من قبل الأم الحامل يُسهّل تحديد الفئة المعرضة للخطر. وبمساعدة جميع الأطراف المعنية، يمكن للنساء اللجوء فورًا إلى الخدمات الطبية لحل مشاكلهن المتعلقة بالكحول.

هل يتغير موقف النساء تجاه الكحول نتيجةً لنشر معلومات عن آثاره الضارة على أطفالهن؟ تُبرز نتائج البحث العلمي تجارب إيجابية في هذا المجال. من الممكن تغيير موقف المرأة تجاه الكحول. يتطلب ذلك تدريبًا مناسبًا لمختلف الفئات المهنية: الأطباء والممرضات والأخصائيون الاجتماعيون، بالإضافة إلى العمل التوضيحي بين السكان: النساء في سن الإنجاب، والنساء من الفئة الأكثر عرضة للخطر. من المهم تنظيم استشارات متنوعة، وتنفيذ برامج تدريبية موجهة لطلاب المدارس الثانوية. ينبغي أيضًا اعتبار الأزواج الفئة المستهدفة لنشر المعرفة اللازمة حول الموضوع قيد المناقشة، لأن المقربين أكثر تأثيرًا من غيرهم على نمط حياة المرأة وموقفها تجاه صحتها بشكل عام، وتجاه استهلاك الكحول بشكل خاص. تُدرك المعلومات بشكل أفضل إذا عُرضت بشكل إيجابي.

عند مخاطبة الحوامل، يُمكنكِ استخدام العبارات التالية: "إذا اعتنيتِ بطفلكِ مُسبقًا، فسيساعدكِ ذلك على أن تصبحي أمًا جيدة"، أو "إذا توقفتِ عن شرب الكحول، فستكون لديكِ فرصة أفضل لإنجاب طفل سليم"، أو "ستشعرين بتحسن إذا كنتِ دائمًا واعية، وسيشعر طفلكِ بالراحة". لا يُنصح بتخويف الحامل أو استخدام أساليب إقناع سلبية مثل: "شربكِ قد أضرّ بطفلكِ بالفعل"، أو "إذا كنتِ تحبين طفلكِ حقًا، فلن تشربي كثيرًا"، أو "الاستمرار في الشرب يُدمر صحتكِ ولن يسمح لطفلكِ بالنمو بشكل طبيعي".

متلازمة الكحول الجنينية حالةٌ مرتبطةٌ بالجرعة. كلما زادت كمية الكحول التي تشربها المرأة الحامل، زادت حدة الاضطراب لدى الجنين. مع ذلك، لم تُحدَّد الجرعات الآمنة. أفضل طريقة للوقاية منها هي الامتناع التام عن شرب الكحول أثناء الحمل ولعدة أشهر قبل حدوثه.

الوقاية من متلازمة انسحاب المخدرات عند الأطفال حديثي الولادة

إذا تناولت امرأة مخدرات أثناء الحمل، فمن المرجح جدًا أن تلد طفلًا يعاني من أعراض متلازمة انسحاب المخدرات لدى حديثي الولادة. وتُستخدم أيضًا مصطلحات "متلازمة انسحاب الجنين وحديثي الولادة" لوصف هذه الحالة لدى حديثي الولادة. وقد وُصفت اضطرابات نمو ما قبل الولادة لدى الأطفال الذين تعرضوا للأفيونيات في الرحم. ويُلاحظ أن الضرر الناجم عن تعاطي المخدرات لا يقتصر على تأثيره على الشخص نفسه، بل يمتد إلى نسله أيضًا. وكقاعدة عامة، يتعاطى الأشخاص في سن الإنجاب المخدرات، وتشكل النساء نسبة كبيرة منهم.

تشمل الوقاية من هذه الحالة لدى حديثي الولادة مجموعة من التدابير الطبية والاجتماعية. من الضروري تدريب أطباء عيادات ما قبل الولادة على تحديد النساء الحوامل من الفئة الأكثر عرضة للخطر وإحالتهن فورًا إلى أخصائي علاج المخدرات. عادةً ما تبدأ النساء اللواتي يتعاطين المخدرات بالتدخين وشرب الكحول مبكرًا، وقد يسيئن استخدام أنواع مختلفة من الأدوية. من الضروري مراعاة المعلومات المتعلقة بالذاكرة: معلومات كاملة أو ناقصة عن الأسرة، والتعليم، والبيئة الاجتماعية، وبيانات عن الأمراض المرتبطة بالمخدرات في الأسرة، إلخ. في حال الاشتباه في تعاطي المرأة الحامل للمخدرات، وتعذر الحصول على تأكيد من هذه المرأة على الولادة، فمن الضروري إجراء فحص بول للكشف عن محتوى المواد المخدرة ومستقلباتها. تُعتبر النتائج الإيجابية لفحص البول دليلًا قاطعًا على تعاطي المرأة للمخدرات، بينما لا تستبعد النتيجة السلبية تمامًا إمكانية تشخيص إدمانها للمخدرات وتناولها لها. في هذه الحالة، من المهم توضيح تاريخ تعاطي المخدرات والكحول. يمكن أن يساعد العلاج المبكر قبل الولادة وإزالة السموم في الوقت المناسب وغرس موقف سلبي تجاه المخدرات باسم صحة الطفل بمشاركة أخصائي المخدرات والمعالج النفسي في منع متلازمة إدمان المخدرات عند الأطفال حديثي الولادة.