طبقات الجلد

الطبقة الأولى - قرنية

رسميًا، الطبقة القرنية هي الجزء العلوي من الطبقة المسماة البشرة. ولكن في التجميل، عادةً ما يتم النظر إليها بشكل منفصل، لأنها هدف معظم مستحضرات التجميل. الطبقة القرنية هي أرق غشاء على سطح الجلد يمكن رفعه بإبرة ويشكل جدار البثور عند حرقها. إذا وضعتها تحت المجهر، يمكنك رؤية العديد من القشور الشفافة (القشور القرنية، أو الخلايا القرنية)، والتي تتكون من بروتين خاص - الكيراتين. كانت القشور القرنية خلايا حية في السابق، ولكن في عملية التطور فقدت نواتها وعضياتها الخلوية. من اللحظة التي تفقد فيها الخلية نواتها، تصبح ميتة رسميًا. المهمة الرئيسية لهذه الخلايا الميتة هي حماية ما تحتها. بمعنى آخر، تؤدي نفس دور قشور السحلية أو ريش الطيور. إنها تبدو أقل إثارة للإعجاب فقط.

تلتصق الحراشف القرنية ببعضها بإحكام، وتتصل بزوائد خاصة على القشرة. وتمتلئ كل المساحة بين طبقات الحراشف القرنية بمادة هي مزيج من الدهون. تلعب هذه المادة بين الخلايا دور البناء الأسمنتي في جدار من الطوب، أي أنها تربط الحراشف القرنية معًا وتضمن سلامة الهيكل بأكمله. بفضل خصائصها الطاردة للماء، تمنع المادة بين الخلايا في الطبقة القرنية دخول الماء والمواد القابلة للذوبان في الماء إلى الجلد، كما تمنع فقدان الماء الزائد من أعماقه. بفضل الطبقة القرنية، يُشكل الجلد حاجزًا موثوقًا يحمينا من البيئة الخارجية والأجسام الغريبة (سنتحدث عن حاجز الجلد بمزيد من التفصيل لاحقًا).

تجدر الإشارة إلى أن المواد المُستخدمة في مستحضرات التجميل غريبة على البشرة، لأنها ليست جزءًا من الجسم. ولأن البشرة تؤدي وظيفتها الرئيسية، وهي حماية الجسم من أي تأثيرات خارجية، فإنها لا تتعجل في "تقبّل" أي شيء غريب، وتحاول منع تغلغل مكوناتها التجميلية فيها. بعض مستحضرات التجميل قد تُدمّر أو تُضعف الطبقة الواقية للبشرة، ما يؤدي إلى فقدان رطوبتها، وزيادة حساسيتها للعوامل البيئية.

مهما بلغت صلابة القشور وتماسكها، فإنّ التجارب التي يتعرض لها الجلد يوميًا شديدة لدرجة أن الطبقة القرنية منه تتآكل بسرعة كبيرة (كما تتآكل الملابس). وقد وجدت الطبيعة مخرجًا لهذه المشكلة - إذا تآكلت الملابس، فلا بدّ من تغييرها. لذلك، تتطاير القشور القرنية البالية عن سطح الجلد وتتحول إلى غبار منزلي عادي، يتراكم على رفوف الكتب وتحت الأرائك (وبالطبع، ليس جلدنا وحده هو من يساهم في تكوين الغبار، بل إنّ مساهمة الجلد كبيرة جدًا).

الطبقة القرنية هي ما نراه عند النظر إلى الجلد، وهي أيضًا محور الاهتمام في مستحضرات التجميل. يبدأ تكوينها في أعماق البشرة، وهناك تحدث العمليات التي تؤثر على مظهرها. بالعمل من الخارج، يمكننا تحسين الطبقة القرنية، وتحسين خصائص سطحها (بجعلها أكثر نعومة ومرونة)، وحمايتها من التلف. ومع ذلك، إذا أردنا تغيير بنيتها بشكل جذري، يجب أن يبدأ العمل من الداخل.

[ 1 ]، [ 2 ]

الطبقة الثانية - البشرة

المهمة الرئيسية للبشرة هي تكوين الطبقة القرنية. وتُكرّس خلاياها الرئيسية، المعروفة باسم الخلايا الكيراتينية، حياتها لهذا الغرض. ومع نضجها، تتحرك الخلايا الكيراتينية نحو سطح الجلد. علاوة على ذلك، تتميز هذه العملية بدقتها العالية، حيث تتحرك الخلايا لأعلى في طبقة واحدة، "كتفًا بكتف".

تُسمى الطبقة السفلى من البشرة، حيث توجد الخلايا المنقسمة باستمرار، بالطبقة القاعدية. يعتمد معدل تجدد الجلد على شدة انقسام خلايا الطبقة القاعدية. على الرغم من أن العديد من مستحضرات التجميل تدعي تحفيز انقسام خلايا الطبقة القاعدية، إلا أن القليل منها فقط قادر على ذلك. وهذا أمر جيد، لأنه في بعض الحالات الجلدية، يكون تحفيز انقسام خلايا الطبقة القاعدية غير مرغوب فيه.

على الغشاء القاعدي بين الخلايا الكيراتينية القاعدية، توجد الخلايا المسؤولة عن تكوين الصبغة (الخلايا الصباغية)، وأعلى بقليل توجد الخلايا المناعية المسؤولة عن التعرف على المواد الغريبة والكائنات الدقيقة (خلايا لانغرهانس). من الواضح أن المنتجات التي تخترق أعمق من الطبقة القرنية لا تؤثر فقط على الخلايا الكيراتينية، بل تؤثر أيضًا على خلايا الجهاز المناعي والخلايا الصبغية. وهناك نوع آخر من الخلايا موجود في البشرة، وهو خلايا ميركل، المسؤولة عن حساسية اللمس.

الطبقة الثالثة - الأدمة

الأدمة أشبه بفراش ناعم تستقر عليه البشرة. يفصلها عن البشرة غشاء قاعدي. تحتوي على أوعية دموية ولمفاوية تغذي الجلد، بينما البشرة خالية من الأوعية وتعتمد كليًا على الأدمة. يتكون أساس الأدمة، كما هو الحال في معظم المراتب، من "زنبركات". في هذه الحالة فقط، تكون هذه الألياف أليافًا خاصة مصنوعة من البروتينات. الألياف المكونة من بروتين الكولاجين (ألياف الكولاجين) مسؤولة عن مرونة الأدمة وصلابتها، بينما تسمح الألياف المكونة من بروتين الإيلاستين (ألياف الإيلاستين) للجلد بالتمدد والعودة إلى حالته السابقة. تمتلئ المساحة بين "الزنبركات" بحشوة تتكون من مواد هلامية (حمض الهيالورونيك بشكل رئيسي) تحتفظ بالماء. على الرغم من أن الأدمة محمية جزئيًا من التأثيرات الخارجية بواسطة البشرة والطبقة القرنية، إلا أن الضرر يتراكم فيها تدريجيًا. لكن هذا يحدث ببطء نسبيًا، لأن جميع بُنى الأدمة تتجدد باستمرار. لو سارت عملية التجديد بسلاسة طوال الحياة، لظل الجلد دائمًا نضرًا وشابًا. ومع ذلك، مع تقدم الجسم في السن، تتباطأ جميع عمليات التجديد فيه، مما يؤدي إلى تراكم الجزيئات التالفة، وانخفاض مرونة الجلد ومرونته، وظهور التجاعيد.

بين الألياف، تقع الخلايا الرئيسية للأدمة - الخلايا الليفية. تُعدّ الخلايا الليفية مصانع حيوية تُنتج مركبات متنوعة (مكونات المصفوفة بين الخلايا للأدمة، والإنزيمات، وجزيئات الإشارة، وغيرها).

الأدمة غير مرئية من الخارج. لكن حالة تركيبها تُحدد ما إذا كان الجلد سيبدو مرنًا أم مترهلًا، ناعمًا أم متجعدًا. حتى لون الجلد يعتمد جزئيًا على الأدمة، إذ يكتسب لونه من الدم الذي يجري في أوعية الأدمة. مع ضمور الأدمة والبشرة، يكتسب الجلد لونًا مصفرًا بسبب الدهون الشفافة تحت الجلد.

الطبقة الرابعة - النسيج الدهني

النسيج الدهني، كما يوحي اسمه، يحتوي على دهون. ومن المفترض أن يكون موجودًا في مكانه. ربما سمع الجميع التقييم المُعجب لفتاة نحيفة: "ليس لديها غرام واحد من الدهون". ولكن لو كان هذا صحيحًا، لكان منظر الفتاة مثيرًا للشفقة. في الواقع، لا جمال بدون دهون، فالنسيج الدهني هو ما يُعطي الشكل استدارة، والبشرة نضارة ونعومة. بالإضافة إلى ذلك، يُخفف من الصدمات، ويحتفظ بالحرارة، وفي مراحل معينة من حياة المرأة يُساهم في تخليق الهرمونات الجنسية الأنثوية. يتكون النسيج الدهني من فصيصات مفصولة بنسيج ليفي. داخل الفصيص، توجد خلايا دهنية تُشبه أكياس الدهون، وتمر عبرها أيضًا أوعية دموية. أي خلل في جودة النسيج الدهني - تراكم الدهون الزائدة في الخلايا، سماكة الفواصل بين الفصيصات، التورم، الالتهاب، إلخ - له تأثير كارثي على المظهر.

[ 3 ]، [ 4 ]، [ 5 ]