نظرية الإجهاد

استجابةً لإشارة خطر (ألم، ظهور مفترس، إلخ)، يبدأ جسمنا بإعادة هيكلة نشاطه بما يزيد من فرص النجاة - إما بالهروب بسرعة كبيرة، أو بصد العدو بقوة. في الأدب الإنجليزي، يُلخّص هذا التفاعل بـ"القتال أو الهروب". وهذا ليس مجرد استعداد أخلاقي، بل يشمل إنتاج مواد مختلفة، وتشنج أو احمرار بعض الأوعية الدموية، وإطلاق هرمونات ومواد فعالة مناعية في الدم، وتغيرًا في إيقاع التنفس ونبضات القلب، إلخ.

إذا استمر تأثير الإجهاد لفترة طويلة، تُستنزف طاقة الجسم. ثم قد تؤدي التغيرات التي تطرأ على الجسم إلى ظهور مجموعة متنوعة من الأمراض، من أمراض القلب والأوعية الدموية إلى الأمراض المعدية.

العديد من الإجراءات التي تُجرى لتجديد البشرة أو تجميلها تُسبب لها ضغطًا نفسيًا. في جوهرها، تُلحق هذه الإجراءات الضرر بالبشرة و/أو تُسبب الألم. في ظل ظروف معينة، يلعب هذا الضغط النفسي دورًا إيجابيًا، إذ يُحفز البشرة على تجديد نفسها بنشاط. لكن في بعض الأحيان، وخاصةً إذا كان الجسم ضعيفًا، قد يكون الإجراء المُرهق بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير. ونتيجةً لذلك، بدلًا من تجديد البشرة، نُصاب بالندوب والالتهابات واضطرابات التصبغ، بل وحتى تسريع الشيخوخة.