مكونات مستحضرات التجميل: العطور

العطور والمواد الحافظة - وهي مواد لا تُذكر في مستحضرات التجميل - تُثير قلقًا بالغًا لدى المستهلكين. لذلك، ولإقناع المشترين بسلامة منتجاتهم، تضع بعض الشركات علامة "خالٍ من العطور" و/أو "خالٍ من المواد الحافظة" على منتجات التجميل.

هل يعني هذا أن المنتج خالٍ تمامًا من هذه المكونات؟ عادةً، يعني هذا في هذه الحالة خلوه من المواد الاصطناعية.

من الناحية المثالية، ينبغي للعطور أن تؤدي وظيفة واحدة فقط - إعطاء المنتج رائحة نفاذة دون أي تأثير على الجلد (لا جيدًا ولا سيئًا). الزيوت العطرية الطبيعية عبارة عن مزيج من العديد من المكونات، من بينها مكونات قد تكون عديمة الرائحة. هذه المكونات تُعتبر ثقلًا إضافيًا غير ضروري، لأنها لا تحمل أي حمولة وظيفية. ومع ذلك، من الأفضل التخلص من هذا الثقل الإضافي، لأنه قد يسبب لدى بعض الأشخاص الحساسين بشكل خاص ردود فعل غير مرغوب فيها، تتجلى في شكل حساسية.

من حيث المبدأ، أي مادة (حتى تلك التي تبدو غير ضارة، مثل بروتينات مصل اللبن) قد تكون مسببة للحساسية، ولكن بعض المركبات لها خصائص مسببة للحساسية أقوى. لذلك، لتقليل خطر ردود الفعل الجلدية غير المرغوب فيها، يُفضل عدم إضافة مكونات غير ضرورية إلى أي منتج تجميلي. من هذا المنطلق، تتفوق العطور الاصطناعية عالية الجودة على الزيوت العطرية الطبيعية، لأنها مواد "نقية كيميائيًا" وخالية من المركبات المصاحبة. ونؤكد بشكل خاص على أن جودة العطر الاصطناعي تتحدد بدرجة تنقيته من المذيبات والمنتجات الثانوية. العطور الاصطناعية الجيدة باهظة الثمن، وتُستخدم في صناعة العطور الفاخرة ومستحضرات التجميل الفاخرة.

لا ينطبق ما سبق على العلاج بالروائح، حيث لا يُقصد بالرائحة أن تلعب دورًا سلبيًا (تحسين خصائص المنتج لدى المستهلك)، بل أن يكون لها تأثير فسيولوجي فعال على الجسم. في هذه الحالة، يُفضل عادةً مزيج طبيعي من مركبات مختلفة على عطر صناعي مكون من مكون واحد. في الخلطات المعقدة، يمكن للمركبات المختلفة أن تعمل معًا، مُعززةً أو، على العكس، مُثبطةً تأثير بعضها البعض، ومؤثرةً في الوقت نفسه على مستويات مختلفة من إدراك جسم الإنسان.

وتُعد تأثيرات منتجات العلاج بالروائح العطرية مجالًا مختلفًا تمامًا.

[ 1 ]، [ 2 ]، [ 3 ]، [ 4 ]