الوجبات السريعة والأدوات الإلكترونية والامتناع عن تناول الخضراوات: طريق مباشر إلى المشاكل الصحية لدى المراهقين

عندما يكون سعر شطيرة البرجر بالجبن أقل من سعر وعاء من الفراولة، فمن الواضح أن احتمالات اتخاذ خيار صحي غير متكافئة بطبيعتها - وخاصة بالنسبة للمراهقين.

تُظهر دراسة جديدة من جامعة جنوب أستراليا أن عادات الأكل غير الصحية لدى المراهقين ليست وحدها المسؤولة، بل أيضًا مجموعة مُقلقة من خيارات نمط الحياة التي تُعرّض معظم المراهقين لخطر الإصابة بأمراض يُمكن الوقاية منها مستقبلًا. نُشرت النتائج في مجلة Nutrients.

شملت الدراسة أكثر من 293,770 مراهقًا تتراوح أعمارهم بين 12 و17 عامًا من 73 دولة، تغطي خمس مناطق تابعة لمنظمة الصحة العالمية. قيّم الباحثون مجموعة من السلوكيات، مثل النشاط البدني، واستهلاك الغذاء الصحي، ووقت استخدام الشاشات، وتوصلوا إلى النتائج التالية:

• 85% من المراهقين لا يحصلون على نشاط بدني كافٍ
• 80% لا يأكلون ما يكفي من الفاكهة والخضروات
• 50% يتناولون الوجبات السريعة بانتظام
• 39% يشربون الكثير من المشروبات الغازية السكرية
• 32% يقضون وقتًا طويلاً أمام الشاشات

وبشكل عام، أفاد أكثر من 92.5% من المراهقين بممارستهم لسلوكين غير صحيين أو أكثر، مما يزيد من خطر إصابتهم بأمراض مزمنة مثل السمنة وأمراض القلب والسكري.

بالتفصيل:

• 7% من المراهقين أفادوا بعادة غير صحية واحدة
• 30% - حوالي اثنين
• 36.5% - حوالي ثلاثة
• 21.5% - حوالي أربعة
• 4.5% - حوالي الخمسة

وفي جميع مناطق منظمة الصحة العالمية، لم يكن لدى أقل من 1% من المراهقين أي عادات سيئة على الإطلاق.

وتكتسب هذه الأبحاث أهمية خاصة في ضوء حملة "LiveLighter" الجديدة التي أطلقتها حكومة جنوب أستراليا لمعالجة مشكلة السمنة.

ويشير المؤلف الرئيسي للدراسة، الدكتور مين لي من جامعة جنوب أستراليا، إلى أن العادات التي تشكلت في مرحلة المراهقة تشكل الأساس للسلوك في مرحلة البلوغ:

ويقول الدكتور لي: "المراهقة هي نافذة مهمة للتطور البدني والعقلي والعاطفي، وتشكل الأساس للصحة على المدى الطويل".

"ولكن مع سهولة الوصول إلى الأطعمة غير الصحية واستبدال النشاط البدني بقضاء وقت أمام الشاشات، يتبنى المزيد والمزيد من المراهقين مجموعة من العادات غير الصحية التي يمكن أن تؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة في وقت لاحق من الحياة."

ووجدت الدراسة أيضًا فروقًا إقليمية واضحة:

كان المراهقون في البلدان ذات الدخل المرتفع - بما في ذلك الأمريكتين وشرق البحر الأبيض المتوسط - أكثر عرضة للإبلاغ عن سلوكيات أكثر ضرراً، حيث يعاني 13% من المراهقين في هذه المناطق من عوامل الخطر الخمسة جميعها.

ورغم أن البيانات الخاصة بأستراليا لم يتم تحليلها بشكل منفصل، فإن الدكتور لي يشير إلى أن المراهقين الأستراليين من المرجح أن يظهروا معدلات مماثلة لتلك الخاصة بالمراهقين في البلدان المتقدمة الأخرى.

ووفقا للدكتور لي، فإن مثل هذه الاتجاهات تتأثر بالتغيرات الاجتماعية العالمية:

ويقول إن "بعض الظواهر التي نراها مرتبطة بالتوسع الحضري السريع، وأنماط الحياة المستقرة في المدارس، والوصول المحدود إلى الأماكن الآمنة للترفيه النشط، وخاصة في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل".

"بالإضافة إلى ذلك، فإن تفضيلات الذوق ومستويات دخل الأسرة والتوفر المحدود للمنتجات الطازجة - وخاصة في المناطق المحرومة - كل هذا يجعل الاختيارات الصحية أقل سهولة وأصعب في الحفاظ عليها."

في حين أن معظم المراهقين يبلغون عن مجموعة متنوعة من العادات غير الصحية، وجدت الدراسة أيضًا العديد من العوامل الوقائية التي قد تساعد:

يقول الدكتور لي: "إذا حظي المراهقون بدعم عائلي وجماعة داعمة، فإن خطر ممارسة أربعة أو أكثر من السلوكيات غير الصحية ينخفض بنسبة 16% و4% على التوالي.
وإذا كانت الأسرة تتمتع بالأمن الغذائي، فإن الخطر ينخفض بنسبة 9% أخرى".

ويؤكد الدكتور لي أن النتائج تسلط الضوء على الحاجة إلى استراتيجيات شاملة ومتعددة المستويات تتجاوز السلوك الفردي وتتناول الظروف الاجتماعية والبيئية:

"من الواضح أننا بحاجة إلى تدابير منهجية - برامج أفضل للنشاط البدني في المدارس، والبنية الأساسية للمدينة التي توفر للمراهقين إمكانية الوصول إلى المساحات الخضراء، وسياسات لخفض أسعار الأطعمة الصحية وفرض قيود على تسويق الأطعمة غير الصحية للأطفال"، كما يقول.

"في نهاية المطاف، يجب أن يكون أسلوب الحياة الصحي خيارًا سهلاً وفي متناول الجميع، وليس شيئًا يتطلب الامتياز والتخطيط وقوة الإرادة."