علاج الفتق ما بين الفقرات

يجب أن يهدف علاج الفتق الفقري في المقام الأول إلى القضاء على سبب المرض من أجل تطبيع العمليات الأيضية، وتحسين الدورة الدموية الدقيقة في الأنسجة التالفة، وتقليل الحمل على المفاصل، وتخفيف توتر العضلات.

ولكي يعرف الأطباء العلاج اللازم، يجب عليهم تحديد أسباب المرض وموقعه.

لذلك، يُنصح بنقل المريض إلى المستشفى أو استدعاء طبيب إلى المنزل فورًا بعد النوبة. ولتجنب تفاقم حالة الشخص الذي يعاني من الألم، يجب أولًا اتباع ما يلي:

• ضع المريض على سطح صلب؛
• قم بتغطية المنطقة المصابة بضمادة دافئة، ويمكنك أيضًا استخدام ضمادات الخردل؛
• قم بربط الجزء السفلي من الظهر أو ضع مشدًا.

يبدأ مسار المريض مع هذا المرض في المستشفى بالتشخيص. قبل أن يحدد الطبيب العلاج المناسب، سيحاول جمع كل المعلومات اللازمة: عن طبيعة الألم، والإصابات المحتملة، ونمط الحياة، ووجود مشاكل مماثلة في العائلة. بعد ذلك، يمكن استخدام مختلف أساليب التشخيص الحديثة، مما يسمح باكتشاف أي مرض تقريبًا:

• التصوير المقطعي المحوسب هو تقنية مسح تستخدم نماذج ثلاثية الأبعاد؛
• تعتبر الأشعة السينية طريقة كلاسيكية تستخدم في جميع المستشفيات تقريبًا؛
• يعد التصوير بالرنين المغناطيسي طريقة تشخيصية جديدة نسبيًا، ولكنها أصبحت تحظى بشعبية متزايدة لأنها يمكن أن توفر كمية كبيرة إلى حد ما من المعلومات حول حالة محددة من المرض.

ينقسم علاج الفتق الفقري تقليديًا إلى ثلاثة مجالات رئيسية:

• العلاج المُوجِّه للسبب لفتق الفقرات - يهدف هذا العلاج إلى تحديد سبب المرض والقضاء عليه. وهو طريقة علاجية فعّالة إلى حدٍّ ما، إذ لا يقتصر دوره على الحد من أعراض المرض فحسب، بل يُساعد أيضًا على منع تطوره. وتتمثل المبادئ الرئيسية للعلاج المُوجِّه للسبب في اتباع نمط حياة صحي، واتباع نظام غذائي متكامل ومتوازن، وممارسة نشاط بدني منتظم ومُناسب، وممارسة تمارين علاجية تهدف إلى استعادة الأداء الطبيعي لمفاصل العمود الفقري والأقراص الفقرية.
• العلاج المَرَضي للفتق الفقري - تأثير علاجي على آليات تطور المرض. يُعد الوخز بالإبر إحدى طرق العلاج المَرَضي للفتق الفقري. تعتمد هذه الطريقة على التأثير على تقوية النقاط النشطة في منطقة البؤرة المرضية باستخدام إبرة مصممة خصيصًا لهذا الغرض.
• يهدف العلاج العرضي لفتق الفقرات إلى تحييد العلامات الخارجية للمرض.

علاج الفتق الفقري بالطرق المحافظة

تُستخدم هذه الطريقة في المراحل المبكرة من المرض، وتتضمن مجموعة من الإجراءات التي تساعد على ترميم الأنسجة والعمود الفقري. وتتألف الإجراءات غير الجراحية بشكل أساسي من الإجراءات التالية:

• التدليك العلاجي. مع ذلك، لا يُنصح به في الأيام الأولى من المرض، إذ قد يُؤثر سلبًا على العمود الفقري.
• الإجراءات العلاجية الطبيعية (العلاج المغناطيسي، العلاج الكهربائي، الخ)؛
• العلاج الطبيعي؛

قد تستغرق فترة التعافي الكاملة ما يصل إلى ستة أشهر، لذا تجنب النشاط البدني المكثف خلال هذه الفترة. سيساعدك العلاج في المصحة على تعزيز النتائج التي تحققت من مختلف الإجراءات.

العلاج الدوائي

تشمل الأدوية المستخدمة كعلاج أساسي لفتق الفقرات أدوية حماية الغضروف، وهي أدوية تُسرّع عملية الشفاء وتُبطئ تدهور أنسجة الغضروف (الجلوكوزامين، كبريتات الكوندرويتين). يُنصح بشدة باستخدام أدوية حماية الغضروف خلال فترة التعافي، بعد تجاوز المرحلة الحادة من المرض.

يشمل العلاج المسكن للفتق الفقري استخدام أنالجين، ونو-شبا، وريوبيرين مع نوفوكايين. ويعتمد العلاج المضاد للالتهابات على الأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهابات - مثل موفاليس، وفولتارين، وديكلوفيناك، وبيروكسيكام، وإندوميثاسين، وغيرها. ويُنصح باستخدام ديميكسيد، ونوفوكايين، وهيدروكورتيزون لتخفيف تشنج العضلات. ولتحسين الدورة الدموية الدقيقة، يمكن وصف أدوية مثل ترينتال، وأكتوفيجين. وتُستخدم مستحضرات فيتامينات (ب، ج، هـ)، وحمض الثيوكتيك على نطاق واسع. وتُخفف فيتامينات المجموعة ب من أعراض الاضطرابات العصبية الناتجة عن هذا المرض، وتُعيد حساسية الأنسجة، وتُخفف الألم.

العلاج الطبيعي للفتق الفقري

يجب إجراء جلسات التدليك بحذر شديد. فالنشاط المفرط قد يُسبب مضاعفات خطيرة، ويزيد الحالة سوءًا. يجب أن يكون التدليك ناعمًا ولطيفًا، دون أن يُسبب ألمًا.

العلاج بالعلق الطبي - وهو علاج فعال للغاية، يُكمّل العلاج المعقد للفتق الفقري. أثناء العملية، تُشبع العلق الجسم بمواد نشطة بيولوجيًا تُؤثر إيجابًا على مسار المرض. يجب إجراء جميع الإجراءات تحت إشراف طبي صارم.

العلاج بالتبريد (علاج الفتق الفقري بالتبريد باستخدام النيتروجين السائل) يُحسّن الدورة الدموية في الجزء المصاب من العمود الفقري، ويُقلل تورم جذر العصب، ويزيد من احتمالية تجديد الأنسجة. ويُستخدم كطريقة مساعدة.

يُجرى علاج الفتق الفقري بالليزر عن طريق وخزات صغيرة في الجلد. الهدف الرئيسي من هذا الإجراء هو تخفيف تورم الأنسجة المحيطة وضغطها على النهايات العصبية. مع جلسة علاج بالليزر تُجرى بشكل صحيح، يتم تقليل متلازمة الألم والأعراض المصاحبة للمرض بشكل ملحوظ. تُعد هذه الطريقة العلاجية بديلاً جيدًا للجراحة. قبل الإجراء، يُجرى تخدير موضعي للقرص الفقري بإبرة خاصة يُمرر من خلالها سلك ليزر. يتم التحكم في الإجراء باستخدام منظار داخلي يعرض الصورة على الشاشة. فترة إعادة التأهيل بعد هذا النوع من العلاج قصيرة، وتستغرق عدة ساعات.

تُشكل المستحضرات الإنزيمية أساس العلاج الإنزيمي. تُعطى المستحضرات الإنزيمية (كاريبين وكاريبازيم) باستخدام الرحلان الكهربائي. يُحقق العلاج الإنزيمي تأثيرًا إيجابيًا عامًا على ترميم الغضروف بفضل تأثيراته الجهازية المضادة للالتهابات، والمُعدِّلة للمناعة، والمذيبة للفيبرين، والمضادة للوذمات.

العلاج الجراحي للفتق الفقري

يُنصح بالعلاج الجراحي للفتق الفقري في الحالات التي يزيد فيها حجم نتوء الفتق عن سبعة ملليمترات، مع وجود خطر تكوّن جزء من نسيج عظمي ميت ورفضه لاحقًا من العظم السليم، وكذلك في حالات شلل الأطراف مع ظهور علامات ضمور العضلات. كما يُنصح بالعلاج الجراحي في حال عدم فعالية العلاج المحافظ لمدة ثلاثة أشهر أو أكثر.