هيكل الجمجمة

لا يقتصر اهتمام علماء الأنثروبولوجيا والأطباء وعلماء الأمراض بدراسة بنية الجمجمة، بل يشمل أيضًا ممثلي المهن الإبداعية كالفنانين والنحاتين. فالجمجمة ليست معقدة البنية فحسب، فرغم قوتها الظاهرة، فهي هشة للغاية، مع أنها مصممة لحماية الدماغ من الصدمات والإصابات. ويرجع هذا التركيب المعقد للجمجمة إلى ضرورة اتصال الدماغ الموجود فيها بجسم الإنسان وتواصله معه باستمرار. وتتدفق الموارد الكيميائية الحيوية إلى الدماغ كل ثانية عبر نظام وعائي متفرع. ولكي يكون هذا الاتصال مستمرًا ووظيفيًا، تحتوي الجمجمة على قنوات وثقوب وحفر وممرات متعرجة.

تشريحيًا، ينقسم هيكل الجمجمة إلى قسمين: قبو الجمجمة والجزء الوجهي. للجمجمة أيضًا قاعدة وسقف. عظام الجمجمة مسطحة وكثيفة نوعًا ما، متصلة بخياطة مسننة، تشبه السحّاب المألوف. يحتوي الوصل على طبقة من النسيج الضام الجنيني المرن نسبيًا (اللحمة المتوسطة). يربط هذا النسيج، كطبقة لاصقة إضافية، عظام الجمجمة ببعضها بإحكام. عظام الجمجمة الوحيدة المعرضة للحركة هي الفكان والعظم القذالي، الذي يتصل بالفقرة العنقية الأولى.

الأطفال الذين لم يتعظم نسيجهم الجنيني (الميزانشيم) بعد، تكون بنية جمجمتهم أكثر هشاشة، مما يساعدهم على الحركة على طول قناة الولادة دون الإضرار بالقناة نفسها أو الرأس. تُسمى هذه المناطق الهشة من جمجمة الرضيع باليافوخ. يتعظم اليافوخ الجبهي الأكثر اتساعًا بعد عام ونصف، بينما يتعظم اليافوخ القذالي الأصغر حجمًا والأكثر ضعفًا بعد عامين فقط.

بمجرد أن يتشكل الهيكل العظمي للأسنان لدى الطفل وتبدأ الأسنان في الظهور، يبدأ الجزء الوجهي من الجمجمة في التفوق على الجزء الذي يقع فيه الدماغ في مرحلة التطور.

يتكون رأس الإنسان من 29 عظمة موزعة على النحو التالي:

• الجمجمة - 22 عظمة؛
• الأذن (السماعة) - 6 عظام؛
• العظم تحت قاعدة اللسان (اللامي) - 1.

يمكن تقسيم بنية الجمجمة إلى فئتين هيكليتين: القبو أو الجمجمة والجزء الوجهي.

تتكون الجمجمة المحورية، أو قبو الجمجمة، من ثماني عظام رئيسية. ولأن قبو الجمجمة يؤدي وظيفة وقائية، إذ يحمي الدماغ من الصدمات، فإن عظامه قوية جدًا وأكثر سمكًا بكثير من عظام الوجه. تتكون عظام القبو من صفائح مزدوجة محددة، مملوءة بمادة إسفنجية - ديبلو. تمر العديد من الشعيرات الدموية والأوعية الدموية والنهايات العصبية عبر النسيج الإسفنجي بأكمله، والتي تغذي باستمرار كلاً من نخاع العظم والأجزاء الداخلية من عظام الجمجمة.

بنية القبو القحفي:

• العظم الذي يشكل الجبهة هو العظم الجبهي؛
• العظمتان اللتان تشكلان الجزء الجداري هما العظمتان الجداريتان؛
• العظمتان اللتان تشكلان الصدغين هما العظمتان الصدغيتان؛
• عظم غير مزدوج، يسمى العظم الوتدي، يتكون من جسم وأجنحة صغرى وأجنحة كبيرة وزوايا؛
• العظم الذي يشكل الجزء الخلفي من الرأس هو العظم القذالي.

صُمم الجزء الوجهي من الجمجمة، أو الجمجمة الحشوية، لحماية الأعضاء الحسية من تأثيرات البيئة الخارجية القاسية. يعتمد مظهر الشخص، أو بالأحرى وجهه، على موقع عظام الوجه وارتباطها ببعضها البعض. فبالإضافة إلى العظام التي تُشكل الأنف والفم والحلق، يتضمن هيكل الوجه مجموعة قياسية من الأسنان - 16 قطعة للفكين العلوي والسفلي. ترتبط الأسنان بتجاويف الفك بمساعدة السمحاق. وتتكون الأسنان بدورها من نسيج عظمي محدد غني بالفوسفات. وتعتمد صحة أسنان الشخص على جودة العاج - نسيج عظم الأسنان.

بنية الجزء الوجهي من الجمجمة:

• العظمتان اللتان تشكلان الأنف هما عظام الأنف؛
• العظام التي تشكل عظام الخد هي عظام الوجنتين؛
• الفك العلوي؛
• الفك السفلي.

يعتمد تركيب الجمجمة وتكوينها على عمر الشخص:

• ينمو هيكل الجمجمة بشكل مكثف منذ الولادة وحتى سن السابعة أو الثامنة. خلال السنة الأولى من العمر، تنمو عظام الجمجمة بشكل متساوٍ، وحتى سن الثالثة، يزداد حجم الجزء الخلفي من الجمجمة بشكل كبير، ويعود ذلك إلى بدء الطفل المشي. خلال هذه الفترة أيضًا، يتطور الجزء الوجهي من الجمجمة بنشاط بفضل نمو الأسنان وتكوين عضلات المضغ. في سن السابعة، تكون قاعدة جمجمة الطفل مطابقة تقريبًا لقاعدة جمجمة الشخص البالغ.
• يتباطأ نمو الجمجمة قليلاً في الفترة من 8 سنوات إلى 13-14 سنة. في هذه المرحلة، ينشغل الجسم بأمر مهم آخر، وهو تكوين الأعضاء والأنظمة الجنسية ونضجها. لا يتجاوز حجم قبو الجمجمة، كقاعدة عامة، 1250-1300 سم ³.
• في نهاية فترة البلوغ، تتطور الأجزاء الأمامية والوجهية من الجمجمة بنشاط. لدى الجنس الأقوى، تتمدد عظام الوجه طوليًا، أما لدى الفتيات، فلا تكون هذه العملية حادة جدًا، حيث تبقى استدارة الطفل. جمجمة الرجل أكبر قليلًا من جمجمة المرأة من حيث الحجم والسعة. لدى النساء، لا يتجاوز حجم الجمجمة 1345 سم ^مكعب ، بينما يصل لدى الرجال إلى 1600 سم ^مكعب. أما لدى الجنس الأضعف، فتنمو عظام الدماغ أكثر، وعظام الوجه لدى الرجال.
• يتغير هيكل الجمجمة مع التقدم في السن، ويعود ذلك إلى فقدان الأسنان وضعف عضلات المضغ. تفقد عظام الجمجمة مرونتها السابقة وتصبح هشة وضعيفة.

يمكن أن يعتمد هيكل الجمجمة أيضًا على العرق وأنواع معينة من الأمراض الخلقية.

[ 1 ]، [ 2 ]، [ 3 ]، [ 4 ]