إدمان الكحول في سن المراهقة - كيف يمكنك حماية طفلك؟

يُعد الكحول من أكثر وسائل تخفيف التوتر شيوعًا لدى المراهقين. فالسرعة والسهولة والتكلفة المنخفضة هي الأسباب الرئيسية التي تدفع المراهقين لتناول الكحول. إدمان الكحول لدى المراهقين... تُظهر الأبحاث أن حوالي نصف طلاب المدارس الابتدائية والثانوية يشربون الكحول شهريًا، وأن 14% منهم يُصابون بالسكر مرة واحدة على الأقل شهريًا. ويقول حوالي 8% من المراهقين الذين يشربون الكحول إنهم يستطيعون شرب خمسة مشروبات كحولية أو أكثر على التوالي.

ما هو التسمم الكحولي؟

التسمم الكحولي هو نتيجة مميتة لشرب كميات كبيرة من الكحول في فترة قصيرة. يُبطئ التسمم الكحولي العديد من وظائف الجسم (مثل التنفس، ومعدل ضربات القلب، وردود الفعل المنعكسة)، مما قد يؤدي إلى حبس النفس، والغيبوبة، وتوقف التنفس، والسكتة القلبية، والوفاة. يشمل علاج التسمم الكحولي الاتصال بالإسعاف فورًا، وضخ الأكسجين إلى الرئتين، وشرب كميات كبيرة من السوائل الدافئة. يمكن اتخاذ هذه التدابير وغيرها للوقاية من الاختناق، وكذلك السكتة التنفسية والقلبية.

ما هي أعراض تعاطي الكحول لدى المراهقين؟

من أكثر أعراض تعاطي الكحول شيوعًا لدى المراهقين الكذب، واختلاق الأعذار، ومخالفة قواعد الوالدين عند ملاحظتهم. عندما يكون الطفل في غرفته، يرغب في أن يُترك بمفرده. يصبح عدوانيًا لفظيًا أو جسديًا، ويميل إلى الإساءة للآخرين، وقد تفوح منه رائحة الكحول، ويكون لون بشرته رماديًا، وعينيه حمراء، وردود فعله بطيئة، وتقلبات مزاجية بين الفرح والعدوانية، ونوبات غضب واستياء وبكاء غير مبررة.

ما هي الآثار الخطيرة لشرب الكحول في مرحلة المراهقة؟

وفيما يلي بعض العواقب الخطيرة لشرب الكحول أثناء فترة المراهقة:

• يؤدي الكحول إلى تقليل قدرة المراهقين على التركيز.
• غالبًا ما يعاني المراهقون الذين يعانون من أعراض انسحاب الكحول من الجسم من صعوبات في الذاكرة.
• على عكس البالغين، يميل المراهقون إلى إساءة استخدام الكحول مع مواد أخرى، غالبًا ما تكون المخدرات الخفيفة.
• يميل المراهقون الذين يشربون بكثرة إلى تحقيق أداء أسوأ في المدرسة خلال عام واحد مقارنة بالمراهقين الذين لا يشربون.
• كلما بدأ المراهقون في شرب الكحوليات في سن مبكرة، زادت احتمالية إصابتهم بمشاكل الشرب.

في كل عام، يموت حوالي 2000 شخص تتراوح أعمارهم بين 21 عامًا فأكثر في حوادث سيارات بسبب القيادة تحت تأثير الكحول. ويُعتبر الكحول السبب الرئيسي في ما يقرب من نصف حالات الوفاة العنيفة بين المراهقين.

وبحسب دراسة، فإن أكثر من ثلث الفتيات في الصف الثامن اللاتي يشربن الكحول بشكل متكرر قلن إنهن حاولن الانتحار مقارنة بالفتيات في نفس الفصل اللاتي لا يشربن.

التسمم هو نتيجة لارتفاع مستويات الكحول في الدم، والذي غالبا ما يوجد في المراهقين الذين يسيئون استخدام الكحول.

المراهقون الذين يشربون هم أكثر عرضة للنشاط الجنسي، وممارسة الجنس غير الآمن، وممارسة الجنس مع الغرباء، أو أن يكونوا ضحايا أو مرتكبي العنف الجنسي.

يمكن أن يؤدي الإفراط في تناول الكحول إلى التسبب في العديد من المشاكل العاطفية أو إخفاءها، مثل القلق أو الاكتئاب.

يبدأ تعاطي الكحول عادةً في سن الثالثة عشرة تقريبًا. ووفقًا للدراسات، يعتقد المراهقون الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و17 عامًا أنهم يشربون بكثرة (أي يشربون خمس مشروبات أو أكثر في المرة الواحدة، ويكررون هذه الممارسات خلال شهر واحد). وقد أعرب 77% من المراهقين عن مشكلة خطيرة واحدة على الأقل تتعلق بتعاطي الكحول خلال العام الماضي. ووفقًا للاستطلاعات، عانى 63% من المراهقين من آثار سلبية للكحول، وأفاد 20% بمعاناتهم من مشاكل نفسية مرتبطة بالشرب، وأفاد 12% بمعاناتهم من مشاكل صحية مرتبطة بالكحول.

المراهقون الذين يشربون بشراهة أكثر عرضة للتغيب عن المدرسة، وضعف الأداء الدراسي، والإصابة بالأمراض المنقولة جنسيًا، والتعرض للاعتداء الجنسي، أو الانتحار. كما يزيد الإفراط في الشرب من احتمالية الانحراف والسلوك العدواني، بما في ذلك الهروب من المنزل، والشجار، والتخريب، وإتلاف الممتلكات، والسرقة.

ما هو العلاج المناسب لتسمم الكحول؟

أولًا، في حالة التسمم الكحولي، يجب أن يحصل الطفل على أكبر قدر ممكن من السوائل التي يفقدها الجسم نتيجة كثرة التبول. وكثيرًا ما يستخدم الأطباء مشروبات الجلوكوز لهذا الغرض، مثل الشاي الساخن.

قد يتم إعطاء المراهق محلول وريدي لتخفيف علامات التسمم.

كيف يمكن للوالدين منع أبنائهم المراهقين من شرب الكحول؟

إن حوار الوالدين مع أبنائهم حول الأثر السلبي للكحول، وتوقعاتهم بشأن موقف الطفل من هذه المسألة، يمكن أن يُقلل بشكل كبير من استهلاك الكحول في مرحلة المراهقة. ويُعد الإشراف الأبوي الكافي رادعًا جيدًا لاستهلاك الكحول بين الشباب. وقد أظهرت الدراسات الاجتماعية أن الكحول والمواد الضارة الأخرى بالمراهقين تُستهلك بين الساعة 3:00 و7:00 مساءً، أي بعد المدرسة مباشرةً وقبل عودة الوالدين من العمل.

من المهم جدًا أن يشارك المراهقون في أنشطة مختلفة بعد المدرسة لشغل وقتهم وعدم إضاعته في الشرب. يمكن للوالدين أيضًا مساعدة أبنائهم المراهقين باقتراح طرق للتعامل مع التوتر والاكتئاب. ففي أغلب الأحيان، يشرب الأطفال الكحول لهذه الأسباب، وعندما يتعلمون طرقًا أخرى لتخفيف التوتر، لا يعودون بحاجة إلى الكحول.

على سبيل المثال، يميل المراهقون الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و16 عامًا والذين يمارسون الرياضة ويسافرون للتعامل مع التوتر إلى شرب كميات أقل بكثير ويعانون من مشاكل أقل من أقرانهم غير النشطين.

إدمان الكحول لدى المراهقين ظاهرة حقيقية، لكنها غير مرغوب فيها. لذلك، على الآباء قضاء وقت أطول مع أبنائهم في هذه المرحلة العمرية. فتفهم الوالدين وحبهم لأطفالهم سيقلل أو يمحو تمامًا حاجة المراهقين للكحول.